كوردستان تي في
أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي، فادي الشمري، أن الحكومة اتخذت إجراءات ستظهر خلال الأيام المقبلة بخصوص القصف الإيراني على أربيل لمنع تحويل البلد إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول وأن هذا الهجوم "لن يمر مرور الكرام" كونه يمس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني "وكرامته" شخصياً، واصفاً في الوقت ذاته الحوار مع الفصائل المسلحة بأنه "شالع گلبنا".
وقال الشمري في تصريح متلفز تابعته "كوردستان تي في" بشأن العدوان الإيراني الأخير على أربيل: "أعد أنكم سترون خلال الأيام القادمة أن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام، فهناك إجراءات حصلت وهناك حوارات تجري وخاصة وفي الأيام الماضية لمحاولة احتواء الموقف من قبل بقية الأطراف التي اعتدت".
وأضاف: "ليس هيّنا على الحكومة قصفُ ناسها ومواطنيها بهذه الطريقة ونحن لن نسكت أو نطأطأ الرأس وننسى القضية، بل وقفنا بشكل جاد ولا زلنا واقفين بشكل جاد والنتيجة نريد أن نُرجع الحقوق بالمساحات المتاحة".
وتابع: "لا نريد الحرب أو أن نعقد الأشياء أكثر فنحن لدينا ما يكفينا من المشاكل الداخلية والخارجية ولكن إذا سكتنا وتباطئنا وتماهلنا فإن هذه الحوادث ستتكرر دائماً وستقدم كل الدول على تصفية حساباتها لدينا فيما نكتفي نحن بالتفرج، وهذا ما لن نمسح به مطلقاً لذلك فإن الحكومة ورئيس الوزراء خاصةً يعد أن هذه قضية تمسه شخصاً وكرامته وليس فقط موضوعاً سيادياً بحتاً، فهي تمسنا كمسؤولين ومتصدين بل أنها تمس كل المنظومة السياسية".
ومضى بالقول: "ننتظر نتائج التحقيق بالقصف برئاسة قاسم الأعرجي، ولا نريد استباق النتائج التي ستُعرض على الرأي العام عند اكتمالها".
وفي سياق متصل، ذكر الشمري أن بيان حزب الله الذي أعلن تعليق العمليات "لم يكن وليد الصدفة، ومن المؤكد أنها جاءت نتيجة لضغوط وحوارات مباشرة وغير مباشرة"، مبيناً من "الصعب أن أحدد الأسماء، لكن أستطيع القول إن هنالك حوارات مباشرة وغير مباشرة مع قوى لديها تمثيل بشكل أو بآخر في النظام والعملية السياسية، وهذه القوى (النجباء) لها علاقات فاعلة ومميزة مع قوى الإطار، ونحن نستعين بذلك للتأثير عليهم وهو حوار غير مباشر، أو يكون أحياناً من خلال الحوار المباشر".
وأشار إلى أن "هناك منطق يتحدثون به، في الحقيقة أن الأمر شالع كلبنا، فالسيد رئيس الوزراء يتحمل مسؤولية كبيرة لأن لدينا أزمة بلد وشعب واقتصاد وخدمات في المقابل هناك رؤية ومسارات وخارطة طريق وتريد أن أن تنفذ وتبني وتنفتح على العالم، وتجلس مع مستثمرين وشركات أجنبية لجذبها إلى العراق لكن تحقيق ذلك يحتاج إلى بيئة سليمة وآمنة، كما أن طبيعة الحوار الأمريكي ليست عملية سهلة لأن فيها التفافات واصطافات كثيرة تحتاج إلى توفير وسائل تمكنك من طرح الأوراق على طاولة الحوار وأنت قوي".
وشدد على أن "الأمور ليست وردية بل معقدة وملتبسة وتحتاج إلى عمل وجهود وتفكيك في المسارات فهذا كله يجري على مدار الساعة وبشكل يومي"، موضحاً أن "رئيس الوزراء يجتمع مع مؤسساته ليمضي ببرنامجه ورؤيته والملفات اليومية وبنفس اليوم لديه عمل وحوارات قوية تجري مع قوى وشخصيات لديها وجهة نظر أخرى وتحتاج أن تفككها وتقنعها بأن هذا المسار لديه هذه التداعيات فمن سيتحمل المسؤولية عن تصعيد التحديات؟ الناس تدفع الثمن".
وأردف قائلاً إن "السوداني قوي، قال لهم: تعالوا فإما أن تقنعوني أو أقنعكم، والآخر ليست لديه حجج قوية عند مناقشته. من يتحمل فاتورة ذلك؟ فالجانب الأميركي لديه ورقة الدولار وقضايا عسكرية وأمنية وغيرها سيستخدمها. من سيتحمل عواقب ذلك هو الشعب. والشعب هو من اختار الحكومة لذلك الرد يجب أن يكون من خلال المؤسسات. هذه الحوارات هي ماراثونية وليست سهلة"، ذاكراً أن "أغلبية الإطار داعمة لمسارات الحكومة، وحتى باقي الأطراف هي ليست غير داعمة لكنها متعرضة لإحراج في مساحتها الشعبية والسياسية، وقد تكون لديها قناعات مختلفة عن تنسيقية المقاومة".
ورداً على سؤال بشأن إذا ما حصل عتاب مع الجانب الإيراني بعد قصف أربيل، قال الشمري إن "عتبوا وإن لم يعتبوا، من المفترض أن نكون نحن من نغضب لأن هناك اعتداء واضحاً على الأراضي العراقية"، مبيناً: "جربنا الجانب الإيراني في حل المشاكل العالقة كمسألة المعارض الإيرانية في كوردستان ولدينا لجنة أمنية مشتركة ووقعنا اتفاقا أمنياً وقبل 6 أيام كانت اللجنة منعقدة، وعالجنا كل الإشكاليات وسحبنا المعارضة التي كانت مصدر قلق لجيراننا، فنحن من عليه أن يعتب، وبتقديري هم الآن في إطار تصحيح الموقف".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات