كوردستان تي في
أصدرت الحكومة الاتحادية، اليوم الأربعاء (22 تشرين الثاني 2023)، بياناً أدانت فيه عمليات الفصائل المسلحة التي تستهدف بها التحالف الدولي إلى جانب استنكار استهداف مواقع تلك الفصائل في جرف النصر "جرف الصخر سابقاً" الليلة الماضية من قبل التحالف، وفيما شددت على أنها "المعنية حصراً بتنفيذ القانون ومحاسبة المخالفين، وهو حق حصري لها، ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها"، حذّرت من أن "أيّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون، ويعرض المصلحة الوطنية العليا للخطر، وأنّ أية عناصر مسلحة أو غيرها لا تلتزم بهذا المبدأ فإنها تعمل بالضدّ من المصلحة الوطنية العليا، وستتخذ الحكومة الإجراءات الضرورية" حيالها.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي في بيان إن "الحكومة العراقية تؤكد أنها تتعامل مع التصعيد الأخير، الذي شهدته الساحة العراقية خلال اليومين الماضيين، على أنه تصعيد خطير فيه تجاوز مرفوض على السيادة العراقية، التي نلتزم، تحت كلّ الظروف، بصيانتها وحفظها والدفاع عنها، وفقاً للواجبات الدستورية والقانونية للحكومة".
وأضاف: "ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر، والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية، ما يُعد انتهاكاً واضحاً للسيادة، ومحاولة للإخلال بالوضع الأمني الداخلي المستقر، فالحكومة العراقية هي المعنية حصراً بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، وهو حق حصري لها، ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي".
وتابع: "نؤكد أنّ وجود التحالف الدولي في العراق، هو وجود داعم لعمل قواتنا المسلحة عبر مسارات التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارة، وأنّ ماجرى يعد تجاوزاً واضحاً للمهمة التي تتواجد من أجلها عناصر التحالف الدولي لمحاربة داعش على الأراضي العراقية؛ لذلك فإنها مدعوة إلى عدم التصرّف بشكل منفرد، وأن تلتزم بسيادة العراق، التي لا تهاون إزاء خرقها بأي شكل كان".
وشددت الحكومة العراقية على "أنها الجهة المسؤولة دستورياً، عن رسم وتنفيذ سياسات الدولة، وحفظ النظام والاستقرار، والدفاع عن الأمن الداخلي، وأنّ أيّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون، ويعرض المصلحة الوطنية العليا للخطر، وأنّ أية عناصر مسلحة أو غيرها لا تلتزم بهذا المبدأ فإنها تعمل بالضدّ من المصلحة الوطنية العليا، وستتخذ الحكومة الإجراءات الضرورية للدفاع عن مصالح العراق العليا".
وأشار البيان إلى أن القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجّه "القوات المسلحة كافة، وجميع الأجهزة الأمنية، للقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وفرضه، وعدم السماح لأية جهة أن تخلّ أو تضرّ بأمن البلد واستقراره، الذي تحقق بتضحيات آلاف الشهداء من أبناء شعبنا وقواتنا الأمنية البطلة، بمختلف صنوفها، لذا فالحفاظ عليه مسؤولية الجميع ولا يجوز لأية جهة التفريط به، بأي حال من الأحوال".
وقتل خمسة عناصر على الأقل من مجموعة موالية لإيران فجر الأربعاء في ضربات أميركية استهدفت موقعين جنوب العاصمة العراقية بغداد على ما أفاد مصدران أمنيان وكالة فرانس برس، في تصعيد جديد في سياق توترات إقليمية متزايدة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى "سنتكوم" في منشور على منصة إكس أنّها "نفّذت ضربات منفصلة ودقيقة" على موقعين في العراق، ردّا على الهجمات الأخيرة واستهدفت قواتها وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا.
والثلاثاء، استهدف قصف بطائرة بدون طيار مركبة تابعة لفصيل ضمن قوات الحشد الشعبي في منطقة أبو غريب قرب بغداد ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، فيما أكد مسؤول عسكري أميركي أن القوات الاميركية في العراق "ردت دفاعاً عن النفس" بعد تعرضها لهجوم في قاعدة عين الأسد الواقعة في غرب البلاد أسفر عن "إصابات طفيفة" بين الجنود.
وهذه السلسلة من الضربات الأميركية هي الأولى في العراق منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس والتي أدت إلى زيادة التوترات في المنطقة.
وأفاد مصدر أمني حكومي طالباً عدم الكشف عن اسمه الأربعاء وكالة فرانس برس بـ"مقتل خمسة من عناصر حزب الله بقصف جوي في منطقة جرف الصخر".
وأكد مسؤول في الحشد الشعبي الحصيلة نفسها، مشيراً أيضاً إلى سقوط "أربعة جرحى، أحدهم اصابته طفيفة"، فيما تحدث مسؤول ثالث في وزارة الداخلية عن سقوط "6 شهداء و7 مصابين ضمن المقاتلين في ضربة جوية لمسيرة في منطقة جرف الصخر استهدفت مقرات تابعة لكتائب حزب الله مع اضرار مادية".
وكانت واشنطن ردت على هجمات استهدفت قواتها بقصف مواقع مرتبطة بإيران ثلاث مرات في سوريا. كذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات في حق سبعة أشخاص ينتمون إلى جماعتين مسلحتين عراقيتين مواليتين لإيران، بينها حزب الله.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر في بيان إنه بعد تعرض قاعدة عين الأسد العراقية التي تضم جنودا اميركيين لهجوم بـ"صاروخ بالستي قصير المدى" من دون أن يسفر عن سقوط قتلى، شنّ الجيش الاميركي ضربة "على آلية لميليشيا تدعمها ايران وعدد من المقاتلين المدعومين من ايران والضالعين في هذا الهجوم".
وقد أدى الهجوم على عين الأسد إلى إصابة ثمانية أشخاص وإلحاق أضرار طفيفة بالقاعدة، وفق الناطق.
ويرتبط ارتفاع وتيرة الهجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس التي اندلعت عقب تنفيذ هجوم مباغت عبر الحدود انطلاقا من غزة في السابع من تشرين الأول/اكتوبر.
وفي واشنطن أفادت نائبة الناطق باسم البنتاغون سابرينا سينغ بأنّ القوات الأميركية تعرّضت لحوالى 66 هجوما منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر (32 هجوما في العراق و34 في سوريا).
وقالت إن الهجمات أوقعت على نحو تقريبي 62 جريحاً في صفوف عناصر أميركيين.
وتبّنت معظم تلك الهجمات مجموعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" في بيانات على حسابات على تطبيق "تلغرام" تابعة لفصائل عراقية مسلحة موالية لإيران.
وأعلنت الحركة الثلاثاء أن أحد عناصرها قتل خلال "المعركة" ضد القوات الأميركية في العراق، في إشارة إلى تفجير أبو غريب.
وأقيمت الثلاثاء جنازة قرب مسجد في بغداد للمقاتل فاضل المكصوصي في حضور مئات من أعضاء الحشد الشعبي، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا ونحو 2500 في العراق في إطار محاربة تنظيم داعش.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات