أربيل 2°C الجمعة 29 تشرين الثاني 00:44

تشديد الحكم الصادر بحق قاتلة الطفل "موسى ولاء" من السجن 15 سنة إلى المؤبد 

کوردستان TV
100%

كوردستان تي في 

أصدرت محكمة جنايات الكرخ، اليوم الثلاثاء (7 تشرين الثاني 2023)، حكماً بالسجن المؤبد على "عذراء الجنابي" قاتلة الطفل موسى ولاء وهي زوجة أبيه، بعد اتباعها للقرار التمييزي حيث حُكِمَ عليها في وقت سابق، بالسجن لـ15 عاماً.

وأوضح المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان أن "المحكمة أصدرت حكمها بالسجن المؤبد عن جريمة تعنيف ابن زوجها البالغ من العمر سبع سنوات عن طريق الضرب بالأيدي وأدوات الطبخ ورطم رأسه بالجدار".

وأضاف أن "الحكم بحقها يأتي استناداً لأحكام المادة (405) من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل".

وأصدرت محكمة جنايات الكرخ حكمها تباعاً لقرار محكمة التمييز الاتحادية بعد نقضها للحكم الصادر بحق المدانة بتاريخ 27/ 8/ 2023 بالسجن لمدة خمس عشرة سنة.

وتنص المادة 405 من قانون العقوبات العراقي رقم (111) لسنة 1969 على الجرائم الماسة بحياة الإنسان وسلامة بدنه ومنها القتل العمد، بالقول: (من قتل نفساً عمداً يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت)، حيث تطبق المادة عند توفر أركان جريمة القتل العمد وهي الاعتداء المميت وأن يكون المجني عليه إنساناً حياً والقصد الجنائي وهو النية في إزهاق روح إنسان.

وفي 27 آب الماضي، أصدرت محكمة جنايات الكرخ في بغداد حكماً بالسجن لمدة خمس عشرة سنة على قاتلة الطفل موسى ولاء، عذراء الجنابي، بعد اعتبار الجريمة ضرباً وتعنيفاً بدلاً من تصنيفها على أنها جريمة قتل.

وأفاد إعلام مجلس القضاء الأعلى حينها بأن "المحكمة أصدرت حكمها عن جريمة تعنيفها ابن زوجها البالغ من العمر سبع سنوات عن طريق الضرب بالأيدي وأدوات المطبخ ورطم رأسه بالجدار مما أدى إلى إصابته بتندبات والذي أفضى إلى موته بمتلازمة الطفل  المعنف".

وصدر الحكم وقتها وفقاً لأحكام المادة  410  / أولاً من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل واستناداً لأحكام  المادة 182/أ  الأصولية، التي تنص على أنه "من اعتدى عمداً على آخر بالضرب أو الجرح أو بالعنف أو باعطاء مادة ضارة أو ارتكب أي فعل مخالف للقانون لم يقصد من ذلك قتله ولكنه أفضى إلى موته يعاقب مدة لاتزيد على (15) سنة وتكون العقوبة السجن مدة لاتزيد على عشرين سنة إذا ارتكب الجريمة مع سبق الاصرار".

وفي منتصف تموز الماضي، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، بخبر وفاة الطفل موسى ذي الـ7 سنوات، بسبب تعرضه لأبشع أنواع التعذيب بالكهرباء ومن ثم آلات حادة والملح والخنق على يد زوجة والده.

ونشرت مكافحة إجرام بغداد، في (3 آب 2023)، فيديو لاعترافات المتهمة بقتل الطفل "موسى ولاء"، عذراء الجنابي، وهي زوجة أبيه، فيما روى أخوه تفاصيل مروعة عن تعذيبه وملابسات مقتل، ودور أبيه في الجريمة.

وقال الطفل أحمد وهو أخو المجنى عليه إن "الأب كان يعلم بأن الأم تضرب الأطفال وقد مارست هذا الفعل أمامه".

وعن تفاصيل يوم مقتله، أوضح أن زوجة أبيه "قامت بوضع الملح في عينيه بالمطبخ ثم وضعت الملح في فمه وهددته بأنها ستضربه إذا تقيأ الملح وتجبره على تناول الملح مرة ثانية كما قامت بوضع الملح على يديه بعد حرقهما بالطباخ"، مبيناً أنها "امرأة قوية وحتى أبي لا يستطيع أن يجاريها". 

وقال إنه خبأ أداة خشبية كانت زوجة الأب تستخدمه لضرب موسى خوفاً على أخيه لأنها كانت تستخدم كل شيء لضربه كما كان يعطيه الطعام خفية، متابعاً أنها طعنه بالسكين ثلاث مرات في رأسه بأسلوب التطبير.

ومضى بالقول: "في الساعة الحادية عشرة صباحاً حينما رأيت أن موسى لا يتنفس وقد أبيضت عيناه، أخبرت زوجة الأب بأنه قد توفي لكنها أنكرت ذلك وقالت إنه ممثل وكذاب وواصلت ضربه"، موضحاً: "وضعتُ الماء على وجهه أملاً في أن يستعيد الوعي لكنها لم تهتم وكانت تمر على جثته وهي تطهو الغداء". 

واتصلت القاتلة بالأب في الساعة الثالثة عصراً، وقال أحمد: "حينما جاء أبي كانت هي تجلس على السلّم وحينما رأى الجثة وكانت الديدان تأكل منها، قالت له بمنتهى البرود: اذهب لدفنه"، ذاكراً أن "أبي كان يمثل البكاء على موسى في حين أنه لم يذرف دمعة واحدة!".

ولفت إلى أنه "منذ أشهر كانت تجبره على الاستحمام في شرفة المنزل وارتداء الملابس الشتوية لإخفاء آثار الضرب والتعذيب"، مبيناً: "لم يكن لموسى أي ذنب، وكانت تتعامل مع طفليها اللذين هم من صلبها بطريقة جيدة، وليس كما تعاملنا لأنها كانت تكره أمي كثيراً".

وطالب "وزارة الداخلية ورئيس الوزراء بفرض أشد العقوبات على القاتلة وإعدامها ثأراً لما اقترفته بحق أخي".

أما زوجة الأب القاتلة فقد اعترفت أنها ضربت موسى الذي كان يناديها بـ"ماما"، بالأداة الخشبية الحادة لمرات كثيرة كما ضربته بأداة الطهي "الجفجير".

كما اعترفت أنها ضربته بقوة "فارتطم بشرخ في زجاج الباب" وقالت إنها لم تتعمد ذلك كما ضربته ودفعته على الجدار ثم سقط على الأرض، نافيةً وجود شريك لها في الجريمة.

وأشار ضابط التحقيق إلى وجود آثار 31 طعنة سكين في جسد الطفل موسى وأن الأم لم تبد أي ندم على ما اقترفته، وأنها اعترفت أن الوفاة حصلت نتيجة تعذيب الطفل على مدار عدة أيام.

بدورها قالت والدة الطفل موسى إنها سبق أن قدمت طلباً لحضانة الطفل في مركز شرطة التاجي لكن الزوج كان يهددها وقال إنه لا يعترف بالقانون ولا العشيرة كما توعد بقتل الطفلين.

إلى ذلك، قال مدير مكافحة إجرام بغداد، اللواء الحقوقي خالد عبود بداي، إن "هذا الطفل البريء أصبح ضحية تصرف عائلي غير مدروس والتعنيف صدر من امرأة هي ليست أم الطفل من خارج إطار الأسرة من خلال استخدام العنف لفترة طويلة".

وعن دور الأب، ذكر أن "الأب غض الطرف عن الأمر لأنه مطيع لهذه الزوجة والدليل على ذلك أنه سجل الدار باسمها مقابل أن تقبل بحضانة الأطفال ثم بدأت مرحلة الصراع بينها وبين الطفل،  فهذه الزواجات غير المدروسة هي التي أنتجت جريمة قتل طفل بهذا العمر ويجب أن يحاسب الأب لأنه لولاه لما حصل الحادث فهو كان يعلم ما يحصل من ضرب الطفل بل كان يمارس الضرب أحياناً قبل أيام من وفاة الطفل الأمر الذي شجعها على القتل".

وأكد أنه "تم عرض الموضوع على القضاء الذي فتح قضية تحقيقية مستقلة فيما يخص الأب لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة رغم أنه يفترض أنه فُجع بوفاة ابنه لكن الطفل الثاني كشف عن أن البكاء كان مفتعلاً ما يعني انعدام الإحساس بالندم وهذا أمر مؤسف".
 

الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات