كوردستان تي في
تجاوزت حصيلة القتلى في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي عتبة السبعة آلاف قتيل منذ السابع من تشرين الأول الجاري، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الخميس.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: "بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 7028 شهيداً، بينهم 2913 طفلاً، و1709 سيدات، و397 مسناً، إضافة إلى إصابة 18484 مواطناً بجروح مختلفة منذ 7 أكتوبر الجاري".
ونفّذ الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية عملية توغل استخدم فيها الدبابات في قطاع غزة في اتجاه "أهداف محددة" قبل أن ينسحب، في إطار عمليات تحضيرية لهجوم بري على القطاع رغم التحذيرات الدولية.
وتردّ إسرائيل بقصف مركز وعنيف لقطاع غزة بعد هجوم هو الأعنف في تاريخها شنته حركة حماس تسلّل خلاله عناصرها إلى مناطق إسرائيلية وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم. وتحتجز حماس 224 شخصاً بينهم أجانب اقتادتهم معها بعد الهجوم، بحسب آخر رقم نشره الجيش الإسرائيلي الخميس.
وأكد المتحدث العسكري دانيال هغاري "إبلاغ عائلات 224 رهينة" باحتجاز أفراد منها، مشيراً إلى أن هذا الرقم قابل للتغير.
وفي اليوم العشرين للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن تنفيذ "عملية محددة الأهداف" في شمال قطاع غزة بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الأربعاء "نحن نتحضّر لهجوم بري".
وقال المتحدث العسكري إنه تم ضرب "عدد من الخلايا الإرهابية والبنى التحتية ومنصات إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات".
وأضاف أن العملية تندرج "في إطار التحضيرات للمراحل المقبلة من القتال"، مضيفاً أن "الجنود خرجوا بعدها من المنطقة وعادوا إلى الأراضي الإسرائيلية".
ونشر الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو بالأبيض والأسود تظهر فيها آليات مدرعة وجرافات تتجه نحو ما يبدو أنه سياج حدودي وتخترقه.
وتحققت وكالة فرانس برس من الموقع على أنه جنوب مدينة عسقلان الإسرائيلية، وكان الرتل يتجه غرباً، لكن لم يكن في الإمكان التأكد من تاريخ مقطع الفيديو وتوقيته.
وأظهر مقطع فيديو آخر ضربة جوية وبعدها إصابة مبان وتطاير حطام في الهواء مع تصاعد دخان كثيف.
وقال نتانياهو الثلاثاء في خطاب موجّه إلى الإسرائيليين نقله التلفزيون "إننا في وسط حملة من أجل وجودنا".
وإذ أكد أن الاستعدادات جارية لعملية برية، وأضاف "لا يمكنني الخوض في تفاصيل متى وكيف وأين والأمور التي نأخذها في الاعتبار" قبل هذه الخطوة، في وقت يحشد الجيش الإسرائيلي 360 ألفا من جنود الاحتياط على حدود قطاع غزة.
ويواصل الجيش قصفه المركز على مناطق عدة في قطاع غزة البالغة مساحته 362 كلم مربع والخاضع لـ"حصار مطبق" منذ بدء الحرب يحرم سكانه الـ2,4 مليون نسمة من المياه والطعام والكهرباء.
- "حرب انتقامية" -
وتسارعت الحركة الدبلوماسية خلال الأيام الماضية في محاولة خصوصاً لإرساء هدنة إنسانية.
ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء من القاهرة أنّ شنّ "عملية برية واسعة النطاق" في قطاع غزة "سيكون خطأ"، فيما حذّر نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بأن عملية كهذه ستكون "خطأ" لأنّها تتعارض مع حقوق السكان المدنيين وأيضاً لأنها لن توفر حماية أفضل لإسرائيل.
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء أن لإسرائيل "الحق" و"المسؤولية" في الدفاع عن نفسها، لكنه يتعين عليها "بذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين الأبرياء".
الخميس، وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي القصف الإسرائيلي على غزة بأنه "حرب انتقامية"، داعيا إلى وقف لإطلاق النار.
وأكد المالكي من لاهاي أن حلّ الدولتين "أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وتبنى مجلس النواب الأميركي قرارا يدعم إسرائيل ويدين حركة حماس.
والقرار الذي أيّدته أغلبية ساحقة (412 مقابل 10) ينصّ على أنّ الولايات المتّحدة تدعم إسرائيل التي "تدافع عن نفسها ضدّ الحرب الهمجية التي شنّتها ضدّها حركة حماس وإرهابيون آخرون".
في قطاع غزة، تعرضت مناطق عدة للقصف اليوم، وتم انتشال فتاة ظلت محاصرة تحت الأنقاض قرابة 35 ساعة ونقلها إلى مستشفى في خانيونس في جنوب القطاع.
وتصاعد الدخان فوق شمال قطاع غزة بعد غارة جوية إسرائيلية تم رصدها من بلدة سديروت الإسرائيلية الحدودية.
ويحذر الجيش الإسرائيلي منذ 15 تشرين الأول/أكتوبر سكان شمال قطاع غزة بوجوب إخلاء المنطقة والتوجه إلى الجنوب، فيما نزح ما لا يقل عن 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم في غزة منذ بداية الحرب، بحسب الأمم المتحدة.
لكن الضربات تطال أيضاً جنوب القطاع حيث يتجمع مئات آلاف المدنيين.
وقالت أستاذة لغة إنكليزية لجأت إلى منزل شقيقها في مخيم دير البلح في وسط القطاع "نجوت من خمس حروب ومليون تصعيد، لكن مع هذه الحرب، يتهيّأ لي أنّ كلّ ما أفعله هو انتظار دوري لكي أموت".
- مستشفيات مغلقة -
وحذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية الخميس بأن "لا مكان آمنا في غزة" بسبب القصف الإسرائيلي المركز على القطاع.
وأكدت لين هاستينغز في بيان أن "الإنذارات المسبقة" التي وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان من أجل إخلاء المناطق التي يعتزم استهدافها في شمال القطاع "لا تحدث أي فرق".
ودخلت غزة بضع عشرات من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول، عبر معبر رفح مع مصر. ولا تزال هناك حاجة إلى ما لا يقل عن مئة شاحنة يوميا، وفق الأمم المتحدة.
وتدعو الأمم المتحدة إلى إدخال الوقود بشكل عاجل لتشغيل المولّدات الكهربائية في المستشفيات التي يتدفق اليها آلاف الجرحى، ولضخ المياه وتنقيتها، وتشغيل شاحناتها.
لكنّ إسرائيل ترفض قائلة إنّ ذلك سيفيد حماس التي تصنّفها إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة "إرهابية".
في مدينة غزة، قال مدير مستشفى الشفاء الطبيب محمد أبو سلمية "المستشفيات في حالة انهيار تام، عشرة مستشفيات خرجت عن الخدمة"، مضيفا أن "أكثر من 90 في المئة من الأدوية والأدوات الطبية نفدت (...) وصلت مساعدات طبية لا تكفي ليوم واحد".
وتعتبر واشنطن أنّ وقف إطلاق النار "في هذه المرحلة لن يفيد سوى حماس". واقترح البيت الأبيض بدلاً من ذلك "هدنات إنسانية محدودة" لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وهو موقف من المتوقع أن تتبناه دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع الخميس والجمعة في بروكسل، وفق مصادر دبلوماسية.
وبينما يخشى جزء من المجتمع الدولي اندلاع نزاع إقليمي، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه ضرب بنية تحتية عسكرية في سوريا ردا على إطلاق نار استهدف أراضيه. وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن ثمانية جنود سوريين قتلوا.
والتوتر مرتفع أيضا في الضفة الغربية حيث قُتل أكثر من مئة فلسطيني في أعمال عنف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وكذلك على حدود إسرائيل مع لبنان، حيث يتم تبادل إطلاق النار يوميا بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني.
وقال هغاري "قضينا خلال الساعات الـ 24 الماضية على خمس خلايا إرهابية تابعة لحزب اللله حاولت إطلاق النار على أراضينا".
وشدّد بايدن على أن هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن "تتوقف فورا"، محذرا من أنها "صبّ للزيت على النار... هم يهاجمون الفلسطينيين في أماكن هي من حقهم... ويجب أن يتوقف ذلك فورا".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات