كوردستان تي في ..
ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بـ"انتهاكات للقانون الدولي" في غزة، ودعا إلى وقف إطلاق نار فوري، مشدّداً على ضرورة معاملة الرهائن بشكل إنساني وإطلاق سراحهم فورا بدون شروط، مبيّناً أن أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه أزمة غزة المستمرّة، ليلة أمس الثلاثاء/ الأربعاء، في غمرة مخاوف دولية من تحول الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب أوسع، استمع خلالها إلى إحاطة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومسؤولي الأمم المتحدة المعنيين بالقضية، وشارك فيها بالإضافة إلى أعضاء المجلس الخمسة عشر- نحو 90 متحدثا.
في كلمته، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إدانة الهجمات المروعة وغير المسبوقة التي شنتها حركة حماس على إسرائيل، وقال: "لا شيء يبرر تعمّد قتل وإصابة واختطاف المدنيين أو إطلاق الصواريخ على أهداف مدنية."
وشدد على "ضرورة معاملة جميع الرهائن بشكل إنساني وإطلاق سراحهم فورا بدون شروط"، وأشار إلى وجود عدد من أفراد أسر الرهائن في اجتماع مجلس الأمن.
وأكد أمين عام الأمم المتحدة أهمية الإقرار بأن "هجمات حماس لم تأت من فراغ، وإن الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق".
وأضاف أن "الفلسطينيين رأوا أرضهم تلتهمها المستوطنات ويعمها العنف، واقتصادهم يُخنق، وشعبهم يُشرد، ومنازلهم تُهدم، وآمالهم في حل سياسي لمعاناتهم تتلاشى"، وأردف بالقول: "ولكن مظالم الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تبرر الهجمات المروعة من قبل حماس، وأن هذه الهجمات الشنيعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وشدد الأمين العام على "ضرورة مطالبة كل الأطراف باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، واتخاذ الحيطة المستمرة في سير العمليات العسكرية لتجنيب تعرض المدنيين للخطر، واحترام وحماية المستشفيات واحترام حرمة منشآت الأمم المتحدة التي تؤوي اليوم أكثر من 600 ألف فلسطيني، وقال: "حتى الحرب لها قواعد".
وأعرب عن قلقه بشأن القصف المتواصل على غزة من قبل القوات الإسرائيلية ومستوى الضحايا المدنيين وحجم الدمار، وأبدى حزنه لمقتل 35 موظفا لدى وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أثناء قصف غزة خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال إنه يـَدين لأسرهم بإدانة عمليات القتل هذه وما يشابهها من أعمال، كما شدد على أن حماية المدنيين أولوية قصوى أثناء أي صراع مسلح.
وأضاف أن "حماية المدنيين لا يمكن أن تعني استخدامهم كدروع بشرية، حماية المدنيين لا تعني إصدار أمر لأكثر من مليون شخص بالإجلاء نحو الجنوب حيث لا يوجد مأوى أو غذاء أو ماء أو دواء أو وقود، ثم قصف الجنوب نفسه".
وأعرب عن القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة، وأكد أن "أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون".
وأشار غوتيريش إلى دخول المساعدات الإنسانية أخيرا إلى غزة، ولكنه قال إن "تلك الإغاثة تعد قطرة في بحر بالنسبة لحجم الاحتياجات الهائل".
وحذّر من أن إمدادات الأمم المتحدة للوقود في غزة ستنفد خلال أيام، ووصف ذلك بالكارثة الأخرى، وقال: "بدون وقود لا يمكن توصيل المساعدات الإنسانية، وستنقطع الكهرباء عن المستشفيات، ولن يمكن تنقية مياه الشرب أو حتى ضخها".
وأكد على حاجة سكان غزة للتوصيل المستمر للإغاثة بمستويات تتناسب مع الاحتياجات الهائلة، مشددا على ضرورة توصيل المساعدات بدون قيود، ولتخفيف المعاناة الهائلة وتيسير توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن وتسهيل الإفراج عن الرهائن، جدد الأمين العام دعوته للوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية.
وقدم التحية لموظفي الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين في غزة، الذين يعملون في ظروف صعبة ويخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة للمحتاجين.
وأكد غوتيريش ضرورة عدم إغفال الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار، وهو حل الدولتين، كما دعا إلى التصدي لمعاداة السامية والتعصب ضد المسلمين وجميع أشكال الكراهية.
وأشار إلى أن اليوم، 24 تشرين الأول/أكتوبر، هو "يوم الأمم المتحدة" الموافق للذكرى الثامنة والسبعين لدخول مـيثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ.
ويعكس الميثاق الالتزامات المشتركة للنهوض بالسلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان، كما قال الأمين العام مناشدا الجميع في هذا اليوم التراجع عن حافة الهاوية قبل أن يحصد العنف مزيدا من الأرواح وينتشر بشكل أكبر.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات