أربيل 14°C السبت 23 تشرين الثاني 03:26

السوداني معزياً أُسَر ضحايا الحمدانية: هناك إهمال وعدم إحساس بالمسؤولية ولن نتساهل مع المقصرين 

کوردستان TV
100%

كوردستان تي في 

أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس (28 أيلول 2023)، وجود "تقصير وإهمال وعدم إحساس بالمسؤولية" في حادث الحريق الذي اندلع في قاعة للأعراس بقضاء الحمدانية، مبيناً: "واجبنا كدولة أن نقف عند هذا الخلل الكبير، ولن يكون هناك تساهل مع أية حالة تقصير من قبل أي موظف بالدولة".

جاء ذلك في كلمة السوداني خلال زيارته مطرانية مار بهنام وسارة في قضاء الحمدانية (بغديدا) بمحافظة نينوى، وتقديم العزاء لأسر ضحايا الحادث.

وقال السوداني: "أتقدم باسم الحكومة وجميع العراقيين بخالص التعازي والمواساة والتضامن مع أبناء شعبنا في قضاء الحمدانية، على إثر الحادث المؤسف الذي راح ضحيته عدد من المواطنين"، مضيفاً: "هذا الحادث الأليم أصاب كل العراقيين، ونجد علامات الحزن والمواساة تعمّ كل أرجاء بلدنا، في صورة من صور التكاتف والتآزر والأخوة".

وتابع: "هناك تقصير وإهمال وعدم إحساس بالمسؤولية، وواجبنا كدولة أن نقف عند هذا الخلل الكبير"، موضحاً: "من ساعة الحادث أوعزت لوزيري الداخلية والصحة للتواجد والوقوف على ملابسات الحادث، والإشراف على معالجة المصابين وانتشال الضحايا، وكان لدينا اتصال متواصل مع محافظ نينوى".

وشدد على أن "نتائج التحقيقات ستوضح المقصرين، كما اتضحت مسبقاً الجهات المقصرة في تشييد بناية تخلو من شروط السلامة، وفي الوصف القانوني هناك إهمال إزاء بناية مشيدة بالتجاوز، وكان يفترض أن يكون هناك إجراء من قبل رئيس الوحدة الإدارية والدوائر المعنية"، محذراً من أنه "لن يكون هناك تساهل مع أية حالة تقصير من قبل أي موظف بالدولة، وهذا هو منهج الحكومة".

وذكر أن "الحادث خلف عدداً كبيراً من الضحايا والمصابين، وهناك مقصرون يجب أن يحاسبوا وفق القانون".

وأشار إلى أنه "تفقدت المصابين في مستشفيَي الجمهوري والحمدانية، ووجهنا وزارة الصحة والجهات المسؤولة الأخرى بتوفير كامل العلاج لهم، وسيُنقل المصابون إلى خارج العراق، بناءً على التقارير الطبية الصادرة عن وزارة الصحة".

ولفت إلى أن "كوادر وزارة الصحة بذلت جهوداً استثنائية، ووفرت كلّ الإمكانيات والخدمات العلاجية والطبية للمصابين، وسنستخدم كل الصلاحيات لرعاية عوائل الضحايا والمصابين وتعويضهم عن آثار الحادث الأليم".

وبيَّن أن "هذا الحادث مناسبة للوحدة والتضامن وتعزيز قيم التعايش التي تجمعنا، ويجب أن نتضامن بكل ما لدينا من عناصر القوة". 

وقُتل 114 شخصاً على الأقلّ وأصيب أكثر من 200 آخرين بحالات حروق واختناق في حريق اندلع جراء إطلاق "ألعاب نارية" بقاعة للأعراس في محافظة نينوى خلال حفل زفاف.

وتقول السلطات إن "الألعاب النارية" ومواد بناء "شديدة الاشتعال" تقف خلف هذا الحريق الذي التهم قاعة للأعراس حيث تجمّع مئات المدعوين للمشاركة بحفل زفاف في بلدة قرقوش المسيحية الواقعة شرق مدينة الموصل، وتعرف كذلك باسم الحمدانية. 

وقال مدير مدير دائرة الصحة في نينوى منصور معروف إن عدد القتلى الذين تمّ التعرف عليهم من قبل ذويهم حتى الآن بلغ 30 شخصاً.    

وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني العراقي العميد جودت عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن من بين الضحايا "رجالا ونساء وأطفالا". 

وأعلن محافظ نينوى نجم الجبوري الحداد لمدة أسبوع على أرواح الضحايا.

في الأثناء، قال الدفاع المدني العراقي إنّ "معلومات أولية" تشير إلى أنّ سبب الحريق هو "استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف" ممّا أدّى إلى "اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر" ثمّ انتشر "الحريق بسرعة كبيرة".

وأضاف في بيان أنّ القاعة "مغلّفة بألواح الإيكوبوند" وهي مادّة للبناء مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك و"سريعة الاشتعال"، موضحاً أنّ استخدام هذه الألواح في البناء "مخالف لتعلميات السلامة" المنصوص عليها قانوناً.

وبحسب الدفاع المدني فإنّ "الحريق أدّى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران". 

وأوضح الدفاع المدني أنّ ما فاقم الأمر هو "الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال". 

وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني جودت عبد الرحمن فإن ما تسبب بهذا العدد الكبير من الضحايا هو أن "مخارج الطوارئ كانت مغلقة، والمتبقي باب واحد هو الباب الرئيسي لدخول وخروج الضيوف". وأضاف لوكالة فرانس برس أن "معدات السلامة غير ملائمة وغير كافية للمبنى" ما فاقم أيضاً من حدة الأعداد.

وفي أعقاب المأساة، أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بـ"تشكيل لجنة تحقيقية تباشر على الفور في التحقيق وكشف ملابسات الحادث، للوقوف على الأسباب وكشف نواحي التقصير"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وأكد مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية سعد معن لوكالة فرانس برس أنه تمّ "توقيف تسعة أشخاص من العاملين في القاعة كإجراء احترازي وإصدار مذكرات قبض بحقّ أربعة هم المالكون لهذه القاعة"، على أثر هذه الحادثة. 

والحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة مسيحية، وقد زارها البابا فرنسيس في آذار 2021 خلال جولته التاريخية في العراق. 

ولحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق بين عامي 2014 و2017.
 

الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات