كوردستان تي في
أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، اليوم الثلاثاء (4 نيسان 2023)، تشكيل لواءين مشتركين مع الجيش العراقي للعمل في المناطق المتنازع عليها وتخصيص الميزانية اللازمة لهما في مشروع قانون الموازنة الاتحادية العراقية، مشيراً إلى أن اللواءين سيباشران مهامهما بعد المصادقة على الموازنة.
وقال نيجيرفان بارزاني خلال حضوره مع القائد العام لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا الجنرال ماثيو ماكفارلن، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين العسكريين وإعضاء البرلمان ومسؤولي حكومة إقليم كوردستان وقناصل وممثلي الدول في إقليم كوردستان، مراسم عن بدء مهام الفرقتين الأولى والثانية من قوات بيشمركة كوردستان، اللتين أعيد تنظيمهما في إطار عملية الإصلاح بوزارة شؤون البيشمركة، إن القوتين تتألفان من أربعة ألوية و1200 من البيشمركة ومنهم البيشمركة المسيحيين والعرب والإيزديين في صفوف هذه القوات.
وخاطب رئيس إقليم كوردستان قوات التحالف الدولي بالقول: "إن الإرهاب لا يزال خطراً حقيقياً يهدد العراق، لذا فإن البيشمركة بحاجة إلى مساندتكم في القضاء النهائي على داعش. وقد بدأنا هذا الطريق معاً وعلينا أن نكمله معاً. مهمتنا نحن مع التحالف الدولي للقضاء على داعش، لم تنته بعد، ولا زال أمامنا عمل مشترك لننجزه".
وشدد على أنه "يجب نزع الصبغة الحزبية تماماً عن البيشمركة، لتظهر بجلاء عقيدتهم وهويتهم الحقيقية التي هي الهوية الوطنية"، مبيناً أن "توحيد البيشمركة وتقدمهم، يعود بمنافع كثيرة على العراق بصورة عامة".
وذكر أن "السيادة العراقية مشتركة، ويستطيع البيشمركة أن يكونوا شريكاً رئيساً في حمايتها، لأن البيشمركة جزء من المنظومة الدفاعية العراقية. لهذا ينبغي أن يؤدي العراق واجباته في دعم القوة العسكرية للبيشمركة والاهتمام بها وتأمين احتياجاته".
وألقى نيجيرفان بارزاني كلمة في المراسم، هذا نصها:
الضيوف الكرام،
أيها البيشمركة الأبطال،
طاب نهاركم..
أرحب بكم في مراسم الإعلان عن خطوة مهمة في عملية توحيد وإعادة تنظيم قوات البيشمركة. اسمحوا لي أن أرحب بحرارة بالجنرال ماثيو ماركفارلن، القائد العام لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا الحاضر معنا هنا. كما أرحب بقناصل الدول في إقليم كوردستان، فأهلاً بكم في هذه المراسم.
اليوم، نعلن من هنا وبسعادة بالغة عن تشكيل الفرقتين الأولى والثانية لقوات بيشمركة كوردستان، وأهنئ وأثني على وزارة شؤون البيشمركة وكل القادة والبيشمركة الأبطال.
تتألف كل واحدة من هاتين الفرقتين من أربعة ألوية و1200 من البيشمركة، وهم عناصر الألوية المشتركة وألوية الوحدات 70 و80 التي بدأت عملية نقلها إلى ملاكات وزارة شؤون البيشمركة، ونتطلع إلى إكمال الإجراءات كافة في وقت قريب.
في السنة الماضية، وفي مراسم تخرج ضباط الكلية العسكرية في زاخو، كان بينهم ضابط مسيحي واحد فقط، وأوعزت حينها بوجوب تمهيد السبيل لإشراك جميع مكونات شعب كوردستان في قوات البيشمركة.
علمت اليوم بوجود عدد من البيشمركة المسيحيين والعرب والإيزديين في صفوف هذه القوات، وهو أمر يبعث على الارتياح، رغم أنه لا يزال دون المستوى. علينا أن نعمل ونمهد الطريق أكثر أمام كل القوميات والمكونات للانخراط في قوات بيشمركة كوردستان. وهنا، نؤكد مرة أخرى على أن البيشمركة وكما كانوا دائماً قوة جميع شعب كوردستان بمكوناته العرقية والدينية كافة.
لهذا سنسخّر كل إمكانياتنا لتعزيز قوات البيشمركة وإمكانياتها العسكرية من كل النواحي، وتأمين كل احتياجاتهم وأفضل التدريب والتأهيل لهم. وأن تتم من الناحية التربوية والمبدئية، تغذيتهم بالروح الوطنية والعسكرية العصرية كقوة وطنية.
أيها الحضور الكرام،
إن الإعلان عن هاتين الفرقتين المشتركتين هو جزء من عملية توحيد وإعادة تنظيم البيشمركة في هيكلية عصرية حديثة. وهذا واحد من أهداف رئاسة إقليم كوردستان وجزء مهم للغاية من عملية الإصلاح التي تجريها الكابينة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان.
إننا في رئاسة إقليم كوردستان مستمرون في السعي لحل المشاكل والخلافات السياسية. ومن دواعي الارتياح أنه بالرغم من الخلافات السياسية، لم تتوقف عملية توحيد وإعادة تنظيم البيشمركة. وقد تقدمت خطوات جيدة إلى الأمام، لكننا بلا شك نتطلع إلى المزيد وعلينا أن نعمل عليه باستمرار.
تم حتى الآن نقل قوتي الإسناد الأولى والثانية واللواء العشرين من الوحدات 70 و80 بالكامل إلى ملاك وزارة البيشمركة. كما تم تشكيل لواءين مشتركين مع الجيش العراقي للعمل في المناطق المتنازع عليها وتم تخصيص الميزانية اللازمة لهما في مشروع قانون الموازنة الاتحادية العراقية، وبعد المصادقة عليها سيباشر اللواءان مهامهما.
الأمر الذي يبعث على الارتياح البالغ، هو نشوء وعي عالي المستوى عند البيشمركة وضباط وقيادات البيشمركة، بضرورة توحيد البيشمركة. إنهم لا يريدون أن تتوقف عملية توحيد وإعادة تنظيم البيشمركة، لأنهم لا يريدون أن يوصفوا بأي صفة سياسية أو حزبية، بل يريدون أن يكونوا بيشمركة كوردستان وليس بيشمركة حزب ما، وهذا هو المبدأ الأصيل والحقيقي للبيشمركة.
تشكلت قوات البيشمركة من اليوم الأول لحماية كوردستان ونيل الحرية. وعقيدة البيشمركة تألفت من كوردستان والحرية. ومبدأ البيشمركة كان حماية كوردستان وتحقيق الحرية لشعب كوردستان بكل مكوناته.
أيها البيشمركة الأبطال،
أيها الكوردستانيون الأحبة..
كل شعب كوردستان والحلفاء يساندون بشدة عملية توحيد وإعادة تنظيم البيشمركة، وهذا غاية في الأهمية. في السنة الماضية، تم تمديد مذكرة التفاهم بين وزارة شؤون البيشمركة ووزارة الدفاع الأمريكية لأربع سنوات أخرى. وكما كانت مساندة أمريكا وقوات التحالف الدولي المتواصلة للبيشمركة مهمة جداً في السابق فإنها ضرورية جداً في المستقبل.
وقد أبلغَنا السيد لويد أوستن وزيرُ الدفاع الأمريكي مشكوراً خلال زيارته الشهر الماضي إلى بغداد وأربيل، وبوضوح بنية وقرار أمريكا مواصلة مساندتها للبيشمركة كشريك رئيس للتحالف الدولي للقضاء على داعش. كما أن وزارة الدفاع الأمريكية تساعد في عملية إصلاح وتوحيد البيشمركة.
نعبر عن شكرنا البالغ لمساندة أمريكا والتحالف الدولي للقضاء على داعش، ودعمهم المتواصل للبيشمركة، ونقول لهم: إن الإرهاب لا يزال خطراً حقيقياً يهدد العراق، لذا فإن البيشمركة بحاجة إلى مساندتكم في القضاء النهائي على داعش. وقد بدأنا هذا الطريق معاً وعلينا أن نكمله معاً. مهمتنا نحن مع التحالف الدولي للقضاء على داعش، لم تنته بعد، ولا زال أمامنا عمل مشترك لننجزه.
كما أود أن أثني على طول بال الدول الصديقة والحليفة واستمرار مساعداتهم لعملية إصلاح وتوحيد البيشمركة. إن مساندة كل هذه الدول المشاركة معنا في هذه العملية وبدون أن أذكر أسماءهم، لهو موضع ثناء عظيم من جانب كل شعب كوردستان.
هذه المساندة الدولية مهمة جداً للبيشمركة ولإقليم كوردستان وقد جاءت وتحققت بفضل شجاعة وبطولات البيشمركة. البيشمركة ونتيجة شجاعتهم وإيقافهم الهجمات الوحشية واسعة النطاق من جانب داعش والقضاء على أسطورته، نالوا هذه المساندة.
البيشمركة وبمساندة الحلفاء ومشاركة الجيش العراقي والحشد الشعبي، قضوا على خطر داعش الذي كان أكبر تهديد للحياة العصرية والحرة في المنطقة والعالم أجمع. البيشمركة ببطولتهم، أثبوا أنهم يستحقون محبة شعوب العالم ويستحقون كل الدعم.
الحضور الكرام
إن خطوة اليوم، هي دليل على وجود إصرار عظيم على مواصلة عملية إصلاح وتوحيد وإعادة تنظيم البيشمركة. وهذا مطلب وهدف مشروع جداً لشعب كوردستان ويجب أن يتحقق.
لكي نتمكن من ترسيخ السلطة المؤسساتية وتعزيز العملية الديمقراطية في إقليم كوردستان، ولكي نحمي الحريات العامة والاستقرار الأمني القائم في إقليم كوردستان، ولكي نُطمئن مواطنينا تماماً إلى استمرار المساندة الدولية للبيشمركة، لا بد أن نحول البيشمركة إلى قوة موحّدة وطنية.
إن إسم البيشمركة لهو من أعز الاسماء عند شعب كوردستان. من حيث اللغة والمعنى، هو كلمة ترفل بالجمال والمجد. فتاريخنا المعاصر ومكاسبنا، من نتاجات البيشمركة. وفي كل المراحل، كان للبيشمركة وإن كانوا في خنادق مختلفة، هدف واحد مشترك، وهو الحرية لكوردستان وتحرير كوردستان. البيشمركة، وحتى إن كانوا مختلفين من حيث التكوين الإداري، يتشاركون في النضال والأهداف، وقد ثبتت هذه الحقيقة لكل شعب كوردستان خلال الحرب ضد داعش.
إن مأسستهم وإعادة توحيدهم، هو أفضل تكريم لسمعة وبطولات البيشمركة ويجب أن يتم ذلك. يجب نزع الصبغة الحزبية تماماً عن البيشمركة، لتظهر بجلاء عقيدتهم وهويتهم الحقيقية التي هي الهوية الوطنية.
إن توحيد البيشمركة وتقدمهم، يعود بمنافع كثيرة على العراق بصورة عامة. وقد برز هذا تماماً في عملية تحرير العراق. كذلك في فترة حرب داعش، برزت هذه الحقيقة من جديد، خاصة عندما تولى البيشمركة حماية محافظة كركوك وأجزاء كبيرة من محافظتي ديالى وصلاح الدين من هجمات داعش وبطشه، كما كان البيشمركة شريكاً ومساعداً رئيساً في تحرير الموصل.
السيادة العراقية مشتركة، ويستطيع البيشمركة أن يكونوا شريكاً رئيساً في حمايتها، لأن البيشمركة جزء من المنظومة الدفاعية العراقية. لهذا ينبغي أن يؤدي العراق واجباته في دعم القوة العسكرية للبيشمركة والاهتمام بها وتأمين احتياجاتها على أكمل وجه.
أيها الحضور الكريم..
بعد تداعيات قرار هيئة التحكيم في باريس، بخصوص نفط إقليم كوردستان، نرى اليوم أن هذا القرار فرصة جيدة أتيحت لأربيل وبغداد لإيجاد حل نهائي لمشكلة النفط، فالقرار أثبت حق إقليم كوردستان الدستوري في ملف النفط، ولهذا نستطيع جميعنا الآن الوصول بصورة أفضل إلى حل يكون فيه الجميع منتصرين.
بعد المصادقة على الدستور، طالبنا باستمرار بإصدار قانون للنفط والغاز، لأن هذا القانون وحده يستطيع أن ينظم المادة 112 من الدستور بصورة جيدة. والآن، نطالب بإدراج الفدرالية الواردة في الدستور العراقي في قوانين الوزارات والمؤسسات العراقية، لتتحول إدارة البلد عملياً من المركزية إلى الفدرالية.
نحن جزء رئيس من الحكومة العراقية الحالية. وبموجب اتفاقية ائتلاف إدارة الدولة لتشكيل الحكومة الاتحادية، ندعم كل الدعم دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني والمنهاج الوزاري لحكومته. ففي المحادثات التي جرت بيننا، أبدى الواقعية والرغبة الكبيرة في الحل. ورؤيته هذه جعلته يحظى بدعمنا نحن إقليم كوردستان.
وبين سيادته وسيادة رئيس وزراء إقليم كوردستان السيد مسرور بارزاني، تفاهم جيد، وهناك حركة وفود جيدة من أجل حل المشاكل، كما أن وزراء كوردستان في الحكومة الاتحادية أكثر فاعلية واستطاعوا خوض محادثات جيدة جداً مع بعضهم البعض حول مشكلة النفط.
المحادثات الآن أصبحت على الطريق الصحيح، ورئيس الوزراء يزور بغداد اليوم لكي يتحقق حل جيد لمشكلة النفط. نحن نرى أن أفضل حل، هو الحل الداخلي العراقي. وأنا متفائل بأننا سنتوصل إلى اتفاق. وإن حللنا هذه المشكلة، سيفتح ذلك الباب في وجه حل الكثير من المشاكل الأخرى، وهذا يصب في مصلحة البلد وجميع مكوناته.
نأمل في شهر رمضان المبارك هذا، أن تبحث الأطراف جميعاً وبقلوب صافية عن حلول للمشاكل كافة. ونحن مستعدون لكل التعاون والتفاهم القائم على أساس الدستور العراقي. وسيكون حل مشكلة النفط والمصادقة على الموازنة خبراً مفرحاً جداً لكل مكونات العراق.
مرة أخرى أبارك تشكيل الفرقتين الأولى والثانية، لكل البيشمركة وشعب كوردستان، على أمل توحيد كل بيشمركة كوردستان في المستقبل، وشكراً جزيلاً لمشاركتكم جميعاً.
أهلاً بكم وسهلاً.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات