كوردستان تي في
أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة (18 تشرين الثاني 2022)، مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني في مدينة صحنه التابعة لمحافظة كرمانشاه "كرماشان"، العقيد نادر بيرامي، على يد المتظاهرين.
وقال محافظ مدينة صحنة، جهانبخش زنغنه تبار، في مقابلة مع وكالة "إيرنا" إنّ "عدداً من مثيري الشغب قاموا خلال مراسم في مدينة صحنة (شرق كرمانشاه)، بإحداث الفوضى وهاجموا قوات الأمن بالأسلحة البيضاء".
وأضاف أنّ العقيد بيرامي قتل خلال هذا الهجوم، مؤكداً اعتقال المتظاهرين الذين قتلوا المسؤول الاستخباري على الفور من قبل الأجهزة الأمنية.
وأشعلت جنازات إيرانيين، بينهم فتى، تقول عائلاتهم إنهم قتلوا في الحملة الأمنية التي تنفّذها السلطات ضد المتظاهرين، موجة احتجاجات جديدة مناهضة للنظام في إيران.
وتواجه السلطة في إيران بقيادة آية الله علي خامنئي أكبر تحدٍّ منذ الثورة الإسلامية في العام 1979، يتمثّل في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ شهرين، على أثر وفاة الشابة مهسا أميني.
وردّت السلطات على هذه الاحتجاجات بحملة قمع أدّت إلى مقتل 342 شخصاً، وفقاً لمنظمة حقوقية، بينما حُكم على عدد من الأشخاص بالإعدام، واعتُقل الآلاف.
وقُتل عشرة عناصر من القوى الأمنية الإيرانية بين شرطة وجنود وباسيج وحرس ثوري، منذ الثلاثاء، وفق ما أفادت وكالات أنباء إيرانية قالت إنهم قتلوا طعناً أو بإطلاق الرصاص.
ونزل مئات الأشخاص إلى شوارع مدينة إيذة في جنوب غرب إيران خلال جنازة كيان بيرفالاك البالغ تسع سنوات، وفق صور نشرتها وكالة أنباء "إيسنا".
وقالت والدته خلال مراسم الجنازة إن كيان أصيب الأربعاء برصاص قوات الأمن.
وقالت مواقع إعلامية معارضة خارج إيران إن قاصراً آخر هو سبهر مقصودي (14 عاما) قتل بالرصاص في ظروف مماثلة في إيذة الأربعاء. وكثيراً ما تحوّلت جنازات إلى تظاهرات في حركة الاحتجاج.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني إن سبعة أشخاص دُفنوا، بينهم فتى عمره تسعة أعوام، مضيفاً أنهم قتلوا على أيدي "إرهابيين" كانوا على متن دراجات نارية.
وقال هادي قائمي مدير "مركز حقوق الإنسان في إيران" ومقره نيويورك "كيان بيرفالاك، تسع سنوات، وسبهر مقصودي 14 سنة، هما من بين 56 طفلاً على الأقل قتلتهم القوات الأمنية الساعية لسحق ثورة 2022 في إيران".
وقالت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" ومقرها في أوسلو إن شعارات منددة بالنظام أُطلقت في مدينة تبريز (شمال) خلال جنازة أيلار حقي، طالب الطب الذي يقول نشطاء إنه قتل إثر سقوطه من مبنى، محمّلين قوات الأمن مسؤولية ذلك.
في هذه الأثناء، قالت جماعة "هنكاو" الحقوقية ومقرّها في النروج، إنّ أعداداً كبيرة شاركت في جنازة آزاد حسنبور في مدينة مهاباد، مشيرة إلى أنّه قُتل على أيدي قوات الأمن الخميس.
وأضافت الجماعة أنّ المشيّعون ساروا في المدينة وهم يردّدون شعارات مناهضة للنظام.
كذلك، أضرم متظاهرون النار في منزل أجداد مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني في مدينة خمين الواقعة غرب البلاد، وفقاً لصور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتحقّقت وكالة فرانس برس من صحتها.
ويُعتقد بأنّ الخميني ولد في هذا المنزل مطلع القرن الماضي. وتمّ تحويل المنزل لاحقاً إلى متحف لاستذكار الخميني.
واندلعت الاحتجاجات في إيران منذ نحو شهرين، على أثر وفاة الشابة الكوردية الإيرانية مهسا أميني عن عمر 22 عاماً، في 16 أيلول/سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
ووفقاً لمنظمة حقوق الإنسان في إيران، فقد قُتل 342 شخصاً على الأقل، من بينهم 43 طفلاً و26 امرأة على أيدي القوات الأمنية خلال حملة قمع الاحتجاجات.
وتشمل هذه الأرقام 123 شخصاً قُتلوا في محافظة سيستان بلوشستان، حيث اندلعت الاحتجاجات لأسباب مختلفة ولكنّها غذّت الغضب على الصعيد الوطني.
وتعدّ سيستان بلوشستان من أفقر المناطق الإيرانية حيث يشعر سكانها الذين ينتمون إلى أقلية البلوش بالتمييز من قبل النخبة الحاكمة في طهران.
واندلعت احتجاجات جديدة في مدينة زاهدان الرئيسية التي قتل فيها العشرات على أيدي قوات الأمن في 30 أيلول/سبتمبر، وفقاً لمنظمات حقوقية. وقام الناس بنزع أعلام الجمهورية الإسلامية عن المباني، حسبما أفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران.
وأضافت أنّ الناس في مدينة تشابهار الساحلية مزّقوا أيضاً لوحة للخميني.
وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قوات الأمن وهي تُطلق النار، على ما يبدو، على المتظاهرين في بلدة إيرانشهر في المحافظة.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات