أربيل -0°C السبت 30 تشرين الثاني 07:29

الكاظمي لقادة القوى السياسية: أتحمل ضغطاً كبيراً لصراعاتكم ولستُ طرفاً فيها

کوردستان TV
100%

كوردستان تي في 

وجه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اليوم السبت (1 تشرين الأول 2022)، رسالة إلى القوى السياسية، وفيما دعا إلى "الإسراع في الحوار الوطني والوصول إلى توافقات وطنية مرضية لجميع الأطراف"، أكد أنه "أتحمل ضغطاً كبيراً لصراعاتكم ولستُ طرفاً فيها".

وقال الكاظمي في كلمة خلال ترؤسه اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني: "في ذكرى انتفاضة تشرين، خرج الشعب للتعبير عن هذه الذكرى الخالدة في ضمير الشعب العراقي حيث رفع شعبنا شعارات تعبر عن مطالبهم، وكان ومازال واجب جميع القوى السياسية أن تستمع لهذه المطالب بجدية، وتقوم بدورها الوطني تجاهها".

وأضاف: "لقد قامت الحكومة بتنفيذ المطالب حسب صلاحياتها، منها إرسال الجرحى خارج العراق والتكفل بعلاجهم، واعتبار شهداء تشرين ضمن مؤسسة الشهداء، وملاحقة المتورطين بدم العراقيين من فرق الموت وغيرها، والذين تم اعتقالهم سابقاً، وما زالت أجهزتنا تلاحق هؤلاء، وكان آخرها الأسبوع الماضي عندما ألقينا القبض على أحد المتهمين بقتل الناشطين".

وشكر القوات الأمنية على "أدائها المهني العالي في التعامل مع المظاهرات اليوم، وأشكر المتظاهرين لالتزام معظمهم بالسلمية، وتعاونهم مع القوات الأمنية، ونؤكد على أن التظاهر حق مشروع كفله الدستور، موجهاً "اللجان الأمنية في المحافظات بمتابعة الوضع الأمني بشكل كامل، والحفاظ على المنجز الأمني ضمن سياق التعليمات الأمنية، وما وجهنا به من الالتزام بحقوق الإنسان، وحق التظاهر السلمي".

وبشأن الاعتداءات الإيرانية على إقليم كوردستان، قال الكاظمي: "نرفض بشدة الهجمات التي صدرت أخيراً من الجانب الإيراني على الأراضي العراقية تحت عناوين حماية أمن دول الجوار، ووجهنا وزارة الخارجية بمتابعة الأمر مع دول الجوار ومجلس الأمن الدولي".

وشدد على أن "الأمن في المنطقة ذو بعد إقليمي وعلى جميع الأطراف التعامل مع التحديات الأمنية بالتعاون وضمن السياقات القانونية، واحترام سيادة الدول وحسن الجوار"، متابعاً: "نوجه المؤسسات الأمنية والخدمية بالتعاون لإزالة الحواجز وتسهيل حياة المواطنين في جميع مناطق بغداد والمحافظات الأخرى".

وحول التطورات السياسية في العراق، أشار رئيس الوزراء إلى أنه "أكرر من هنا مرة أخرى دعوتي للقوى السياسية بالإسراع في الحوار الوطني والوصول إلى توافقات وطنية مرضية لجميع الأطراف".

وخاطب قادة القوى السياسية الوطنية بالقول: "إنني أيها الإخوة أتحمل ضغطاً كبيراً لصراعاتكم السياسية، وأتحمل الهجوم من قبل بعضكم، وأيضاً محاولات اقتناص الفرص ضد مصالح البلد. وأنا لست طرفاً فيه، وأن قواتنا الأمنية تتحمل صغوطاً كبيرة وهي ليست طرفاً في هذه الصراعات، فمسؤوليتها حماية شعبنا والدفاع عن الامن والقانون وليس تحمل تكلفة الصراعات والتحديات السياسية".

واختتم قائلاً: "العراق يدعونا جميعاً للتضحية من أجله ومن أجل الشعب، والبلد بحاجة إلى حكومة مستقرة وطنية تمضي بمشاريع الإعمار والخدمات، وكفى استثماراً في الأزمات ومحاولات إضعاف الدولة".

وتظاهر الآلاف السبت في بغداد إحياء للذكرى الثالثة للانتفاضة غير المسبوقة ضد السلطة وفساد النخبة الحاكمة وسوء إدارة الخدمات العامة في بلد يشهد شللا سياسيا كاملا.

واندلعت الاحتجاجات في تشرين الأول/أكتوبر 2019 في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما في الجنوب واستمرت عدة أشهر في البلد الغني بالنفط، واعتصم خلالها مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير مستنكرين تفشي البطالة وانهيار البنى التحتية وانعدام الديموقراطية.

وضعف زخم التظاهرات تحت وطأة القمع الذي تسبب في مقتل ما يقرب من 700 شخص وجرح 30 ألفا آخرين والقيود التي فرضتها جائحة كورونا.

وبعد عام من الانتخابات التشريعية في تشرين الاول/أكتوبر 2021 ما زال السياسيون يتنازعون عاجزين عن اختيار رئيس جديد للوزراء.

والسبت، هتف آلاف المتظاهرين، ومعظمهم من الشباب، "الشعب يريد إسقاط النظام" وقد رفعوا الأعلام العراقية وصور "شهداء" عام 2019، أثناء تجمعهم في ساحة التحرير الرمزية لإحياء الذكرى.

احتشد المتظاهرون عند مدخل جسر الجمهورية الذي أغلقته القوات الامنية بثلاثة حواجز من الكتل الخرسانية لمنع الوصول إلى المنطقة الخضراء التي تضم السفارات الغربية ومؤسسات الدولة.

وأطلقت الشرطة عدة رشقات من الغاز المسيل للدموع والدخان لمنع المتظاهرين من عبور هذه التحصينات، وتبادل الطرفان إلقاء الحجارة.

خرج بعض المتظاهرين عراة الصدور وغطوا وجوههم بكوفية لحماية أنفسهم من استنشاق الغازات المسيلة للدموع، فيما حمل اخرون رفيقًا جريحًا على الاكتاف لإخلائه من الخطوط الأمامية.

قال مسؤول في وزارة الداخلية إن المحتجين ألقوا في النهر حواجز حديدية نصبت كموانع على جسر الجمهورية. واكد إصابة 18 من أفراد شرطة مكافحة الشغب بجروح طفيفة بعد رشقهم بحجارة وزجاجات. 

وذكر أنه سجّلت 28 حالة اختناق على الأقل بين المتظاهرين.

 تُقام ذكرى التظاهرات في أجواء متوترة إذ يتواجه القطبان الرئيسيان للشيعة حول تعيين رئيس وزراء جديد وإمكانية إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

فمن جهة، يطالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر بحل فوري للبرلمان بينما يريد خصمه الاطار التنسيقي تشكيل حكومة قبل اي انتخابات.

وتعرضت المنطقة الخضراء لهجوم بالصواريخ خلال جلسة لمجلس النواب الأربعاء.

وفي 29 آب/أغسطس بلغ التوتر ذروته عندما اشتبك عدد من أنصار الصدر مع الجيش ورجال من الحشد الشعبي، وقتل في هذه المعارك أكثر من ثلاثين من أنصار التيار الصدري.

وفي الناصرية، وهي مدينة كبيرة في الجنوب المهمش، تظاهر المئات أيضًا إحياء للذكرى. 

بعد عقود من النزاعات المدمرة وفي غياب الإصلاحات الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية الكبرى في بلد يعاني من تفشي الفساد، تعجز السلطات عن الحد من البطالة التي يواجهها أربعة من كل عشرة شباب.

كما يعاني 42 مليون عراقي بشدة من عواقب تغير المناخ مع ازدياد الجفاف وشح المياه في بلاد ما بين النهرين.

وعدا عن الأزمات المتعددة التي تهز العراق، يقف السياسيون عاجزين عن مواجهة توترات جيوسياسية لا تستطيع الدولة أن تخرج منها. ومن ثم، تقصف إيران وتركيا، إقليم كوردستان، فقد خلفت ضربات إيرانية بقذائف صاروخية وطائرات مسيرة الأربعاء 14 قتيلا و58 جريحاً.
 

الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات