أربيل 9°C السبت 23 تشرين الثاني 08:31

كورد إيران في إقليم كوردستان يسكنهم الخوف إثر الاحتجاجات في بلدهم

عندما يتحدثون في إيران عن مهسا أميني، يستخدمون اسمها الكوردي، جينا.
100%

كوردستان تي في  

منذ أيام، تشهد إيران تظاهرات هتف فيها الشباب "الموت للديكتاتور" وحرقوا صور المرشد الأعلى، لكن الحديث عن هذه الاحتجاجات وعن قمعها، يبقى أمراً صعباً حتى بالنسبة للإيرانيين الذين يعبرون الحدود يومياً إلى إقليم كوردستان.

وافق هؤلاء الإيرانيون القادمون لزيارة عائلية أو بحثاً عن عمل في الحقول في مدينة بنجوين في كوردستان، على بعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود مع إيران، على الحديث عن التظاهرات التي تعصف بإيران منذ وفاة جينا أميني (مهسا ) قبل أسبوع، لـ "فرانس برس" شرط عدم الكشف عن هويتهم.

يروي كاوا كريمي القادم من مريوان في إيران والبالغ من العمر 50 عاماً أن "التظاهرات تبدأ كل مساء وتستمر حتى منتصف الليل".

كان كريمي الذي ارتدى زياً كوردياً تقليدياً، ينتظر عند محطة الحافلات في بنجوين ليستقل الحافلة إلى مدينة السليمانية لزيارة أقاربه.

ويضيف "الإضراب بدأ يوم الإثنين. أغلق أصحاب الدكاكين متاجرهم، والأسواق مغلقة".

ويؤكد أن التظاهرات لم تتوقّف في منطقته على الرغم من توقيف العشرات من المحتجين وإطلاق القوات الأمنية النار عليهم ما أدى إلى جرح فتى كما قال.

وبحسب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، قتل 35 شخصاً بينهم عناصر أمن، في حين تفيد منظمات حقوقية مقرها خارج إيران أن عدد الضحايا يتجاوز ذلك.

ونددت منظمات غير حكومية دولية مثل منظمة العفو الدولية بحصول "قمع وحشي" و"بالاستخدام غير القانوني لطلقات معدنية وللغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والعصي لتفريق المتظاهرين" في إيران.

ورفض الكورد الإيرانيون في بنجوين التحدّث أمام الكاميرا، خشية من أن تتمّ مساءلتهم عند عودتهم من قبل المخابرات أو أن يتمّ توقيفهم. وهم عندما يتحدثون عن مهسا أميني، يستخدمون اسمها الكوردي، جينا، وفق ما نقلت فرانس برس.

في حقل قرب بنجوين، ينهمك كوجر مع عمال آخرين في حمل صناديق من الطماطم ووضعها على متن شاحنات. وجاء الشاب إلى إقليم كوردستان منذ يومين، تاركاً خلفه الاضطرابات في مريوان.

ويروي الشاب "معظم المتظاهرين هم من الفتيان والفتيات".

ويضيف "يواجهون قوات (الأمن) برفع صورة جينا أميني وبهتافات مناهضة للجمهورية الإسلامية".

ويتحدّث أيضاً عن إغلاق المتاجر منذ الاثنين "احتجاجا على مقتل جينا أميني وسياسات الجمهورية الإسلامية".

وبسبب الوضع المعيشي الصعب في منطقته والأزمة الاقتصادية، ينوي الشاب البالغ من العمر 27 عاماً البقاء شهراً في كوردستان للعمل.

ويقول: "في مناطقنا لا يوجد عمل، حتى لو حصلت على فرصة عمل، فإن أجرك اليومي هو نصف ما تحصل عليه في بنجوين أو في اي مدينة من مدن إقليم كوردستان".

اوندلعت التظاهرات في إيران بعد الإعلان في 16 أيلول/سبتمبر عن وفاة مهسا أميني بعد أن دخلت في غيبوبة لثلاثة أيام إثر توقيفها في طهران بسبب ارتداء "ملابس غير محتشمة".

في الصور التي يرفعها المحتجون، تظهر مهسا مبتسمةً وعلى رأسها وشاح تظهر من تحته خصلات من شعرها الأسود، بما يشبه الطريقة التي تغطي بها العديد من الإيرانيات رؤوسهن.

أوقفت الشابة من قبل شرطة الأخلاق المكلّفة متابعة قواعد الملبس الصارمة للجمهورية الإسلامية.

عاد آزاد حسيني البالغ 40 عاماً من مدينة بانه بكوردستان إيران، إلى السليمانية بعد زيارة استمرت عشرة أيام.

وقال حسيني الذي يعمل نجاراً ويعيش في السليمانية منذ عدة سنوات، إنه لم يشارك في التظاهرات.

وأضاف أنه وجد نفسه في إحدى المرات على رصيف قريب من إحدى التظاهرات وشاهد قوات الأمن وهي تلقي الغاز المسيل للدموع وتضرب المتظاهرين بالعصي وتستخدم الرصاص الحي لتفريقهم، فيما واجه المتظاهرون الأمن "بالحجارة والعصي".

وتابع "رددوا هتافات مثل الموت للديكتاتور والمرأة والحياة والحرية" وأحرقوا صور المرشد الأعلى علي خامنئي في عدة أماكن عامة في المدينة.

وبرأي حسيني فإن أسباب هذا الغضب هي "الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها إيران"، لكن أيضاً "قمع الحريات وبأخص المرأة، وحقوق الشعب الإيراني، ما أدى إلى انفجار الوضع".

وقال "لا أتوقع أن تنتهي التظاهرات في المدن الإيرانية قريباً".

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات