كوردستان تي في
تقول قاعدة العلاقات الناجحة؛ لا تجعل رفيقك ينتظر كثيرا، فقد يتاح له الوقت اللازم للمراجعة.
وفي الوقت الذي طال فيه انتظار تشكيل الحكومة عشرة شهور كاملة، فقد أوتيت الجماهير وقتا كافياً لمراجعة أداء الطبقة السياسية، ليس لمرحلة ما بعد الانتخابات الأخيرة فحسب، وإنما لمجمل السنوات الماضية.
ولا تقتصر المراجعة على نقد الجانب الفني والآليات التي يتم من خلالها انتخاب رئيس الجمهورية، ومن ثم تكليف رئيس الوزراء، فتفسيرات مثل هذه القضايا ستجد ضالتها في أن النظام النيابي التوافقي المعتمَد نموذحه في العراق، تحصل فيه إشكالات كثيرة، وكثيرا ما تنتهي حالات مشابهة بإعادة الإنتخابات بحثا عن فائز صريح.
ويتساءل المواطنون بعد شهور من إجراء الانتخابات، هل تستحق السلطة وامتيازاتها أن تصل الأمور بين بعض الاطراف السياسية الى التهديد باللجوء الى السلاح، وإشعال حرب تسيل فيها الدماء في الشوارع؟!
أتاح الفراغ للجمهور أيضا، وخاصة لدى متابعته التطاحن الإعلامي، فرصة الوقوف على أنماط تفكير العديد من المحسوبين على الطبقة السياسية، والتي لا تتجاوز أنماط تفكير الأميين والأوباش، وكذلك المنطق الأهوج والأرعن واللامسؤول الذي يتحدث به بعضهم، ولغة بعضهم السوقية، وبالنسبة للكثير من الناخبين، وخاصة التشرينيين منهم، كشفت لهم معادن بعض نوابهم، وخاصة في واقعة الاصطفافات التي أعاقت عملية انتخاب رئيس الجمهورية بالثلث المعطل.
وأثبتت الشهور الأخيرة بما لا يدع مجالا للشك ان العراق يحتاج الى تغيير في منظومته السياسية، والاستجابة للدعوات المخلصة التي وجهها سياسيون عراقيون لإجراء مراجعة وطنية شاملة تعتمد الدستور بنصه وروحه، وليس البناء على تفسيرات بطابع مسيس لما تسمى بالمحكمة الاتحادية.
على أن اهم ما كشفته شهور الفراغ تلك، إن مقاطعة الجماهير للانتخابات، تكاد تكون من أهم أسباب الأزمة الراهنة، فالمقاطعة هي التي سمحت بوصول من لا يستحقون شرف تمثيل الشعب الى قبة البرلمان.
إن الدعوات الأخيرة، والتي تساندها قوى ضغط سياسية مؤثرة، بحل البرلمان وإعادة الانتخابات يجب أن تقابلها إرادة حقيقية بالمشاركة فيها من أجل تحقيق التغيير المنشود بطريقة ديمقراطية وسلمية تجنب البلاد منزلقات خطيرة.
تقرير.. كمال بدران
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات