كوردستان تي في
بعد ظهر يوم الأحد 31 تموز 2022، وبحضور الرئيس مسعود بارزاني تمت مراسیم دفن رفات 100 شهيد من شهداء الإبادة الجماعية للبارزانیین التي حضرها رئيس اقليم كوردستان نيچيرڤان بارزاني وعدد كبير من المسؤولين الحزبيين والحكوميين وممثلي الاطراف السياسية وممثلي الدول والقنصليات والشخصیات الكوردستانیة والعراقیة والاجنبیة وممثلي منظمات المجتمع المدني وعوائل الشهداء.
بدأت المراسيم بالوقوف حدادا وتكريما لارواح الشهداء الطاهرة، حيث وصلت الرفات الى ساحة الاحتفال وتم وضع اكاليل الزهور عليها ثم تليت بعض من ايات الذكر الحكيم.
بعد ذلك القيت كلمة عوائل شهداء الإبادة الجماعية للبارزانیین، تلت ذلك كلمة حول الجوانب الفنية لعملية العثور على رفات الشهداء وإعادتها. وبعدها تم عرض فيلم وثائقي عن تلك العملية.
بعد انتهاء الفلم الوثائقي ألقى الرئيس بارزاني كلمة أمام الحضور، ثم بدأت مراسیم دفن رفات الشهداء.
وفیما یلي نص كلمة الرئيس بارزاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
اعزائي الضيوف ...
اهلا وسهلا و مرحبا بكم .
مرة اخرى تجددت جراحنا العميقة, واليوم نستقبل رفات 100 شهيد اخر من بين 8000 شهيد برئ ومظلوم, استشهدوا علي أيدي النظام الديكتاتوري.
ولا شك لدينا في ان ارواح هؤلاء الشهداء قد عادت قبل ان تعود اجسادهم الى موطن اجدادهم.
ان الاستقبال المهيب الذي لقيه رفات هولاء الشهداء في الليلة الماضية في اربيل يدل على وجود علاقة روحية بين هذه الارض وشهدائها.
وهذا يدلل على مكانة شهدائنا الرفيعة ومعزتهم لدينا.
في مثل هذا اليوم, قبل 39 عاماً , جر النظام الديكتاتوري البعثي بوحشية 8000 من الابرياء الى صحارى جنوب العراق, من الاطفال بعمر 12 عاما والى المسنين بعمر 90 عاماً , هؤلاء كانوا مدنيون ابرياء وذنبهم الوحيد عند الظالمين انهم بارزانيون, حقا انهم شهداء عظماء.
لطالما فرح الاعداء بان البارزانيين انتهوا , فمنذ عام 1892 تم حرق وتدمير منطقة بارزان وقرية بارزان 16 مرة. وفي كل ذلك لم تنحني هذه الامة ولم تستسلم للظالمين بل اعادت بناء مملكتها.
لقد ورثنا هذا الايمان والمعتقد الرصين من مولانا واساتذتنا القطبين العظيمين , الشهيد الكبير شيخ عبد السلام البارزاني , والتلميذ الكبير الشيخ احمد البارزاني , وكان الشهيد الكبير والشيخ الكبير عبد السلام بارزاني اول شهيد اختار الشهادة من اجل هذه الامة ومن بعده اختار اتباعه الطريق ذاته.
لقد واجه مولانا وسيدنا الشيخ احمد البارزاني طيلة اثنا عشر سنة مقيدا ومكبلا بالسلاسل في سجون بصرة بكل شجاعة وصبر وارادة ولم ينحنِ للعدو وتبعه اتباعه على ذات الطريق.
ان استشهاد 8000 شخص مأساة كبيرة وجرح عميق لاينسى، ومن الواجب ان اذكر دور الامهات البطلات اللواتي لم يتركن ابناءهن يشعروا بعدم وجود ابائهم وعملن على تربيتهم ومعيشتهم بجدارة.
لقد تم بناء هذا النصب من قبل الابناء الذين قمتهم بتربيتهم ولا يسعني الا ان اقول شكرا، والشكر قليل بحقكم , ولكن اسمحوا لي أن اقبل الايادي المطلخة بالتراب والايادي المجروحة بالعمل , وبفخر اقبل ايدي كل واحدة منكم , انتن اللبوات البطلات اللاتي رفعن رؤوسنا.
اي مديح بحقكم قليل فدماء هؤلاء الشهداء تجعلنا اكثر التزاما بهذا المنهج , لانه طريق الشرف والكرامة ونهج الشيخ عبد السلام بارزاني والشيخ احمد البارزاني.
لقد بذلت جهود كثيرة لإعادة رفات الشهداء البارزانيون والمؤنفلين الاخرين من كرميان إلى بادينان إلى موطن أجدادهم وسنواصل جهودنا.
لقد اقر مجلس النواب العراقي وبرلمان كوردستان ومحكمة تمييز بغداد , بان هذه ابادة جماعية، مما يلزم الحكومة العراقية بالمساعدة في اعادة رفات الشهداء وتعويض اسرهم.
صحيح ان اموال الدنيا لاتساوي عندنا عظمة من عظام هؤلاء الشهداء, وقطعة من تلك العظام عندنا اغلى من ثروات الدنيا , ومع ذلك فهذه مسؤولية قانونية واخلاقية للحكومة العراقية التي يجب ان تفي بواجبها تجاه اسر الشهداء.
وعلى الصعيد الدولي, ستستمر الجهود للاعتراف بهذه الجريمة على انها ابادة جماعية.
اود ان اشكر اهالي اربيل وضواحيها و حرير و باتاس وخليفان وسوران والجميع , لمساعدتهم حيث الكثير من الناس خاطروا بحياتهم واموالهم واطفالهم بوجه النظام لانقاذ العديد من الابناء البارزانيين.الكثير من اهل اربيل ساعدوا امهات هولاء الشهداء على تربية ابنائهم.
لن ننسى فضلهم ابدا و وجزاهم الله خيرا , كما اشكر الملا مصطفى وطاقمه على تنظيم هذه المراسيم بهذه الصورة المنظمة.
عندما قال الديكتاتور بغرور :
"لقد أخذ البارزانيون عقوبتهم, وارسلناهم الى الجحيم"
واليوم البارزانيون مرفوعي الرـس, بينما هم ذهبوا الى الجحيم وذهب البارزانيون الى الجنة .
اخيراً و مرة اخرى اقدم التعازي لنفسي اولاً ثم اليكم , فكل واحد منكم حزين على شخص عزيز او على اكثر من شخص . وانا مثلمك لا اعلم هل ان احدأ من اخوتي وابناء اخوتي وابناء عمومتي من بينهم , كل واحد منهم هو اخي , وابن عمي , وابن اخي . كلهم اقارب لنا .
نسأل الله الصبر، والجنة مثوى شهدائنا وبالله المستعان.
والسلام عليكم
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات