أربيل 32°C السبت 21 أيلول 15:27

نبذة حول تأریخ کوردستان

kurdistan
کوردستان TV
100%

تعتبر كوردستان مهد بزوغ الحياة البشرية، فهي تتمیز بحضارتها المتجذرة في القدم من خلال ما تم توثيقه من مكتشفات أثرية تعود تاريخها إلى ألآف السنين قبل الميلاد، من هياكل عظمية و مقتنيات  الانسان البدائي الاول الذي عاش في العصور القديمة فضلا عن كونه من الأجداد الأوائل  للإنسان العاقل (إنسان نياندرتال) ، هذه المقتنيات‌ التي لاتزال شاخصة في كهف 'شاندر' بإقليم كوردستان، والتي  يعود تاريخها إلى حوالى عشرة آلاف سنة فضلا عن محتوياتها من أدوات وآلات بدائية خاصة بالزراعة، كذلك عثر الباحثون في قرية 'جرمو'، في قضاء جمجمال الواقع في إقلیم کوردستان، على أدوات تستخدم في الزراعة بالإضاففة  لأساس منزلٍ يعود تاريخه الى قرابة سبعة آلاف سنة قبل الميلاد. وتجدر الاشارة إلى أنّ علماء الآثار يصنفون هاتین القریتین کأولى القرى الزراعية تاريخياً على مستوى العالم، وأول تجمع بشري متعايش.
 شهِد إقليم كوردستان العديد من فترات الحكم، كان أشهرها للكورد خلال عهد الدولة الميدية التي ينتسب اليها الكورد ولا تزال بعض آثارها العمرانیة شاخصة الى يومنا هذا،  أما ذروة هذه‌ الفترة فتتمحور حول ملاحم و إنتصارات القائد المیدي- الکوردی کیخسرو في عام 612 ق.م  ليبدأ التقویم الکوردي من هذه‌ السنة، الذي تمکن من قهر الأمبراطوریات الغاشمة و ترسیخ مقومات الدولة المیدیة في مناطق میسوبوتامیا (ما بین النهرین، أي الدجلة و الفرات)، و ما یعرف بکوردستان الکبری. 
وبعد تلاشي حكم المیدیین خلال القرن الثالث قبل المیلاد، بدأ الحكم الساساني- الکوردي و من ثم شهدت هذه‌ المناطق عددا من الفتوحات الإسلامیة وصولا الى الحكم الإسلامي. بعد القرن الثالث عشر، إستغلت أقوام ترکیة قادمة من آسیا الوسطی و الفرس زمام الأمور في مناطق کوردستان مؤسسين کیانات دینیة- سیاسیة،أطلق عليها في ما بعد تسمية العثمانیین والصفویین. 
تولَى العديد من الأمراء الكورد الحكم في كوردستان (قبل و بعد مجيء الاسلام) و لفترات مختلفة. لكن أعداء الکورد حاولوا مرارآ  تشتيت و تقسيم موطن الكورد و أراضيهم، فكانت محاولتهم الأولى في عام 1514 حين قسمت كوردستان الكبرى بين الامبراطوريتين العثمانية و الصفوية. ثم أعقبتها تقسیمات "حدودیة - إداریة " أخری، في القرنین الثامن عشر والتاسع عشر، بین هاتين الإمبراطوریتين اللدودتين للکورد.
وكوردستان (أرض الكورد) هي المنطقة الجغرافية التي يقيم فيها الكورد في الشرق الأوسط. بالاضافة إلى وجود الكورد في كل من لبنان وأرمينيا وجورجيا، فكوردستان مقسمة بين الدول الأربعة( تركيا، إيران، العراق، وسوريا) قسرا في اتفاقية لوزان المبرمة بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى.
(الكورد)
مصطلح يستخدم للتعبير عن الشعب الكوردي، والذي وبشكل عام يعتبر نفسه الشعب الأصلي لكوردستان، والكورد بحسب المؤرخ الكوردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان" يتألف من طبقتين من الشعوب، الطبقة الأولى التي كانت تقطن كوردستان منذ فجر التاريخ "ويسميها محمد أمين زكي" شعوب جبال زاكروس" وهي وحسب رأيه شعوب "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري" وهي الأصل القديم جدا للشعب الكوردي والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو- أوربية التي هاجرت إلى كوردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كوردستان مع شعوبها الأصلية وهم " الميديين و الكاردوخيين"، وامتزجت معهم ليشكلا معا الأمة الكوردية .
وتعرض الدراسة الأكاديمية لتأريخ الكورد إلى صعوبات عديدة بسبب الواقع السياسي للاكراد مما أدى البعض إلى الإستناد إلى روايات تأريخية غير أكاديمية عن الكورد كانحدار الكورد من الجن والعفاريت على سبيل المثال ولم يكن هناك إشارة إلى اسماء الدول والامارات الكوردية التي كانت قائمة في العهد الاسلامي كالروادية (230 – 618 للهجرة) والسالارية (300 – 420 ) و الحسنوية البرزكانية (959 - 1015) والشدادية (951 - 1199) والدوستكية المروانية (990 - 1085) والعنازية (990 - 1117) والشوانكاره واللورية الكبرى واللورية الصغرى وامارة اردلان (1169 - 1867) وعشرات الامارات الكوردية الاخرى منها امارة بوتان و امارة سوران و امارة باهدينان و امارة بابان، وهذه الاخيرة استمر حكمها حتى 1851 
والكورد شعب مستقل بذاته ولهم خصائص تميزهم عن بقية الشعوب وقد حافظوا على جميع مظاهر هذه الخصوصية من الزي و اللغة و العادات و التقاليد و على الرغم من التشابه في بعض النواحي اللغوية مع الشعوب المجاورة ويورد الكورد الأحتفال بعيد نوروز كمثال فعلى الرغم من إحتفال الشعوب المجاورة بهذا العيد إلا إن الكورد لهم مفهوم مختلف تماما عن هذا العيد مقارنة بمفهوم إيران و أفغانستان و ألبانيا و باكستان لهذا العيد.
بعض الشعوب التي تعتبر الجذور القديمة للاكراد هي:
-الشعب الذي سكن منطقة تل حلف التي كانت موقعا للدولة الآرامية غوزانا وتقع هذه المنطقة شمال شرق سوريا، في محافظة الحسكة وتعود تأريخها إلى العصر الحجري الحديث وتقع بالقرب من نهر الخابور، توجد مخطوطات في أرشيف الملك الآشوري نيراري الثاني ان هذه المدينة - الدولة كانت مستقلة لفترة قصيرة إلى ان سيطر عليها الملكة الآشورية سمير أميس سنة 808 قبل الميلاد.
-الهوريون أو شعب هوري الذي كان يقطن شمال الشرق الأوسط في فترة 2500 سنة قبل الميلاد و يعتقد إن اصولهم كانت من القفقاز التي هي منطقة آسيو - أوروبية بين تركيا و إيران و البحر الأسود و بحر قزوين وسكنوا ايضا بالقرب من نهر الخابور وشكلوا لنفسهم ممالك صغيرة من اهمها مملكة ميتاني في شمال سوريا عام 1500 قبل الميلاد ويعتقد إن الهوريون إنبثقوا من مدينة أوركيش التي تقع قرب مدينة قامشلو في سوريا، إستغل الهوريون ضعفا مؤقتا للبابليين فقاموا بمحاصرة بابل والسيطرة عليها في فترة 1600 قبل الميلاد ومن هذا الشعب إنبثق الميتانيون، ويعتبر المؤرخ الكوردي محمد أمين زكي  في كتابه "خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان" شعبي هوري و ميتاني من الجذور الأولى للشعب الكوردي،  وكانت نهاية مملكة شعب هوري على يد الآشوريين.
-ذكر المؤرخ اليوناني زينوفون (427 - 355) قبل الميلاد في كتاباته شعبا وصفهم "بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية" وأطلق عليهم تسمية الكاردوخيين الذين هاجموا على الجيش الروماني اثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد وكانت تلك المنطقة إستنادا لزينوفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا.

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات