أربيل 15°C الثلاثاء 26 تشرين الثاني 12:41

الإنتخابات البرلمانية في العراق والأمل المعهود

يبقى صراع الإرادات وليّ الأذرع سمة عامة تنتاب العمل الانتخابي
کوردستان TV
100%

فيما عاد جواً نحو الامل والتغيير يعيشه هذا الوطن المتعب، يبقى صراع الإرادات ولي الأذرع سمة عامة تنتاب العمل الانتخابي

 تأتي الاهمية الاستراتيجية للانتخابات لتعزيز مشاركة أوسع في صناعة القرار داخل البرلمان ، والحرص على تحديد الفرص في المستقبل، وتوقع التحديات المؤثرة على العمل، والمساهمة في تطوير وتحسين وتنمية الأفكار المستقبلية ، كما انها تسعى إلى تحسين وتطوير الأداء الحكومي المنكمش وتبديل الوجوه العابثة بالعمل بسبب المصالح الشخصية

بدأ العد التنازلي للانتخابات البرلمانية في العراق المزمع إجراؤها في الثاني عشر من شهر مايو 2018 بعد أربع سنوات ، وانهمكت القوى السياسية العراقية لطرح الاسماء في القوائم الانتخابية، و حشد الأصوات، والتسابق في عرض المشاريع وبذل الوعود الانتخابية ، ويُرجَّح أن تستمر التحولات في المشهد السياسي العراقي بتغيير الخريطة السياسية في ظل استمرار الخلافات بين القيادات والأحزاب والتيارات الرئيسية، وسعي كل منهم لحسم الأغلبية الانتخابية لصالحه، والتغلب على خصومه السياسيين، والانفراد بتمثيل الكُتل الرئيسية المُكوِّنة للمجتمع العراقي .

تترقب جميع من الأوساط العربية والغربية، إمكانية التغير في العراق وإمكانية الابتعاد قليلا عن إيران، إلا أن واقع الحال يؤكد على مرحلة شديدة التعقيد، قد يجعل من العراق بأكمله؛ ولاية من الولايات الإيرانية التي ترتبط بطهران سياسيا واقتصاديا وعسكريا. فما حققه العبادي من انتصارات عسكرية على تنظيم الدولة الإسلامية، وما حققه من تمدد ميداني على حساب الكورد في كركوك؛ كان بإرادة ومساعدة إيرانية.

وتقاسم  شخص قاسم سليماني النفوذ مع العبادي بنفوذ أكبر ، يمكننا التنبؤ بمستقبل ان تسيطر إيران على البرلمان العراقي وان يتم شرعنة المليشيات في العراق.

بدعوات غير قانونية تخالف مضامين الدستور العراقي، والذي يمنع القوات الأمنية والقوات المسلحة من أي تدخل في الشؤون السياسية، وما دام أفراد الحشد الشعبي بمثابة جزء من القوات المسلحة العراقية، يأتمرون بأوامر قيادتها العامة؛ فإن خوضهم لغمار الانتخابات البرلمانية القادمة يعتبر مخالفة قانونية ودستورية.

الحشد والإنتخابات

وبرغم ما سبق ذكره، أعلن نعيم العبودي ـ المتحدث السياسي باسم "عصائب أهل الحق" ـ على أن "كتلة الصادقون التابعة للحركة ستشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة". وبالمثل، أعلن قيس الخزعلي زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق ، ومن الجدير بالذكر أن تلك المليشيات الولاء لإيران بالدرجة الأولى.

واليوم تملك المليشيات عدة عوامل لتحقيق الصعود والارتقاء السياسي، في مقدمتها القوة العسكرية، وإدارة المناطق السنية، والتحكم بالنازحين، ودعاية جماهيرية صنعت منها صورة للمنقذ المنتظر الذي لن يحرر العراق فقط بل سيحرر القدس أيضا.

تدرك إيران وجميع الموالين لها في العراق، بأن السيد العبادي هو المرشح المرغوب فيه أمريكيا وعربيا، كما تدرك أنه لن يتصادم مع الحشد الشعبي أو حتى مع النفوذ الإيراني بشكل مباشر، وأن أقصى خطواته التصعيدية تجاه إيران، لن تتجاوز الخطابات الصوتية لا أقل ولا أكثر وبالتالي، سيحافظ على علاقاته الخارجية مع الغرب خاصة مع أمريكا، ومع العرب وعلى رأسهم السعودية.

من هنا، يتوقع بأن البرلمان العراقي سيكون قوة إيرانية جديدة في المنطقة، خاصة في ظل وجود رئيس وزراء لا يمتلك القدرة التشريعية، كما أن القوة العسكرية للمليشيات ستمثل تهديدا للمنطقة؛ إذا ما تحكمت في القرارات البرلمانية، وسَنَّتْ سياسات تتماشى مع طموحات الهيمنة الإيرانية.

الانتخابات القادمة العراقية ومستقبل العملية السياسية

 وسوف تجد أغلب القوى صعوبة كبيرة في التعامل مع القوائم الانتخابية ، و ستشهد مبارزة قوية بين التحالفات وتتزايد الاحتمالات بتصاعد الاختلافات في التحالفات الانتخابية في ظل وجود عدد كبير من الأحزاب والحركات السياسية التي تتسم بالشخصنة ، حيث تبدل مواقفها سريعًا وفقًا لما يمكن أن يتحقق من مكتسبات لقادتها وستحاول قويا جدا في الفوز والتأهل لمجلس النواب وفي تشكيل الحكومة القادمة ولكن عقلية المواطن اخذ بالنمووالتطور نتيجة الممارسات السابقة وخاصة الشباب وهم النسبة الاكبر التي تعاني من الاهمال وعدم المبالاة لدى القوى السياسية و يتطلعون الى نوع خاص من المشاركة السياسية ، فيما بالمقابل يبدو أنّ المشاريع الانتخابية لا تضعهم في أولوياتها، بل تعدهم جزءا من المكونات و خياراتها تبقى معلقة.

المواطن الواعي عنده رؤية واضحة ويسعى الى التدقيق في قوائم المعلنة وسجلات الذين يتحدثون اليوم في المشاركة في الانتخابات كمرشحين في القوائم التي ستتضمن المئات من الاحزاب، وعلى المواطن ان لايبيع صوته بخساً لصالح من لايستحق وان يسأل ويستقصي عن سمعتهم وثقافتهم بدل القومية والعشيرة والطائفة وعن إنجازاتهم وصدقهم وخاصة من يدخل منهم جديدا في القوائم .

الشباب والتغيير

 فالتعارض ما بين افكار حتى الجماعات المنتمية الى تنظيم سياسي معين ليس فيه من الغرابة في شيئ، بالأخص عندما يضم التنظيم فئات مختلفة الاعمار ومختلفة التجربة ، حيث يريد الشباب الاسراع في الانجاز والتغيير بينما يفضل الكبار المحافظة والحكمة ، الامر الذي يخلق نوع من عدم الانسجام في العمل ، فيذهب البعض منهم الى خيارات اخرى قد تضيع المسيرة السياسية وهذا ما سوف نره في المستقبل لدى البعض من الحركات والكتل . التحولات التي حدثت في بنية الأحزاب والتي تعتمد على الكلاسكية في توجهاتها اصبحت غير مطمئنة للشارع ، وبعض التحالفات الكبيرة أبدت تغييرا في بنية أحزابه من المذهبية إلى الوطنية ، وهذا ما حدث فعلا من خلال الإنشقاقات التي حدثت داخل الأحزاب المكونة للتحالف، وقد مثل ذلك في خروج عدد من التيارات ذات المرجعية المذهبية وشكل تياراً جديداً يحمل عنوان ذلك العنوان ، على اساس تبني فكرة تشكيل تحالفات عابرة للمذهبية وبناء هوية وطنية جامعة بعيدة عن التخندقات المذهبية ، واعداد برنامج خارطة الطريق للمرحلة القادمة تحت مفاهيم المواطنة والسيادة الوطنية

وممارسة الديمقراطية الحقيقية في العلاقات ، واقرار مبدأ التعددية في السلطة ، اقرار حقوق المواطنة العامة والخاصة وضمان حمايتها، وخاصة حقوق المراة ، وحق الرائ، و له رؤية بضرورة الإنفتاح على الآخرين داخلياً وخارجياً، معركة الاستعدادات للانتخابات دخلت مرحلة الاحتدام في كثرت الانقسامات والانشطارات التي شهدتها المكونات السياسية العراقية ، والحديث عن التحالفات المستقبلية بدأت تخرج من السر إلى العلن رغم عدم استقرارها وبعد اعلان القوائم اسماء مرشحيها فيما يتبقى عدد من الأحزاب السياسية التي لم تدخل في أي تحالف انتخابي ، لكن لا يزال القانون يعطيها حق المشاركة بشكل منفرد. المرحلة القادمة غير موثوقة وبعيدة عن التصديق والثبات و ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات لدخول وجوه جديدة والتي تأتي بعد الانتخابات لمجلس النواب قد تكون الاضعف لغياب الكفاءة وقلة الممارسة عند الاكثرية منهم وإعادة تكرار بعض الوجوه القديمة التي يرفض الشارع اليوم العديد منهم لفشلهم في إدارة الدولة ومؤسساتها ويظهرون بمسميات وشعارات جديدة و في تبادل للادوار ولا يتوقع حصول خلق جديد فيه وسوف تزداد الأزمات والانهيارات في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي لم تعالج في وقتها وتبقى أمراضاً يصعب معالجتها بعد ان اختزنتها العملية السياسية في جسدها لان لكل عملية سياسية مقومات استمرار و ليس بالضرورة نجاحها لكن على اقل تقدير عدم المراوحة في مكانها والسير خطوة الى الامام .

 يبدو أن الصراع سيحتدم بين القوى السياسية على حصد أعلى الأصوات في الانتخابات بين القوائم الكبيرة خاصة و لا يستبعد عودة هذه الأطراف إلى الاصطفافات القومية والعشائرية والتقوقع الطائفي، لأن هذه الاصطفافات، رغم كل الحديث عن الكتل العابرة، تحوّلت إلى منظومة ثابتة من الصعب تخطيها… وستكون عملية تشكيل الحكومة خلال الانتخابات المقبلة صعبة بسبب التقارب النسبي بين الكتل، إذ لن تكون هناك كتلة كبيرة في الغالب، في هذه الانتخابات ، التي يتفق الجميع على انها ستكون أهم عملية انتخابية تجري في العراق بعد عام 2003 وفيها من الصعوبة حتى بعد اعلان النتائج في تشكيل الحكومة لانها ستجري في ظل اوضاع سياسية منقسمة على نفسها وامنية مختلفة لسابقاتها من الانتخابات .

ولتفادي هذاالسيناريو أو للتخفيف من حدته؛ لابد من التأكيد على وجود ضمانات حقيقية تكفل نزاهة العملية الانتخابية بما فيها العمل الجاد لضمان عودة المهجرين إلى مدنهم، والتي نفد الوقت ووصلت المشاورات في قضيتهم الى طريق مسدود.

الإنتخابات كوردستانياً

قرب موسمي الانتخابات العراقية العامة وانتخابات كوردستان بتجاوز صفحة استفتاء 25 يناير وما صاحبه، ويدفع نحو التركيز على إنشاء التكتلات ومراجعة التحالفات الكوردية الداخلية والتحالفات المحلية العراقية وكذلك الإقليمية،

 

 

معالم الخارطة الكوردية تتوزع بين الحزبين الرئيسيين؛ الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني إلى جانب دور ملحوظ لحركة التغيير.

 

الحزب الديمقراطي الكُردستاني يعتبر نفسه قُطبا في الحياة السياسية الكُردستانية، فهو إلى جانب اعتماده على إرث العائلة البارزانية، وأجهر بها نائب رئيس الحزب ورئيس وزراء الإقليم الحالي نيجيرفان بارزاني في إحتفالية البدء بالحملة الإنتخابية اعرب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني نيجيرفان البارزاني عن أمله بحصول الحزب على اكبر عدد من المقاعد في الانتخابات النيابية المقبلة.

وأكد البارزاني في كلمة خلال حفل أُقيم في أربيل بمناسبة بدء الحملة الانتخابية للحزب، ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني ناضل وقدم التضحيات طوال السنوات السبعين الماضية، من اجل حقوق الكورد مؤكدا ضرورة الحصول على اكبر عدد من المقاعد النيابية لتشكيل حضور قوي في بغداد لضمان تحقيق الأهداف المنشودة

واضاف نيجيرفان البارزاني، "يجب ان يحافظ الديمقراطي الكوردستاني على المكتسبات التي حصل عليها الكورد في بغداد، وان يكون عوناً لبغداد في حل القضايا العالقة والخلافات عن طريق المناقشة والحوار، فحزبنا يؤمن بالسلام ولا يفوت اية فرصة لتحقيق السلم لكي لا نرى في يوم من الايام حربا في كوردستان".
 

مبيناً، "ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني يناضل منذ اكثر من 70 عاماً ولا زال مستمراً في النضال من اجل الحصول على حقوق الكورد، لذلك عليه ان يكون حاضراً بقوة وثقل كبير في بغداد".

واوضح، "لقد اثبت التاريخ بأن كوردستان قوية كلما كان الحزب الديمقراطي قوياً، فنحن لن نسمح ابداً بأن تكون كوردستان ضعيفة"، مؤكداً بأن "الديمقراطي الكوردستاني كان ولا زال يمثل القوة السياسية الاولى في كوردستان وسيظل كذلك وجميعنا نناضل من أجل حقوق شعب كوردستان تحت راية الحزب وقائده".

كذلك فإن علاقة الحزب الخاصة بالتيارات الممثلة للأقليات المسيحية واليزيدية في الإقليم وكامل العراق، تمنحه قوة رمزية وتشريعية مُضاعفة، لأن ثمة العديد من القضايا التي لا يُمكن تشريعها من دون توافق مع هذه الأحزاب والتيارات المرتبطة عضويا بالحزب الديمقراطي الكوردستاني. أكد الشيخ مزاحم احمد الحويت، المتحدث باسم العشائر العربية، على تبنيهم للقائمة الإنتخابية (184) والتصويت لها، كونها قائمة من هبوا لإستغاثة العشائر بعد أن أوصدت بغداد كل الأبواب بوجه العشائر العربية في هجرتها، أثناء الحرب على داعش، وامتنعت عن تقديم اي دعم لهم.

وأضاف الحويت" لم نشعر بالتمييز بين المكونات كعرب في هذه المناطق في ظل قيادة القائمة (184)، لذا نرغب في منح أصواتنا لهذه القائمة، كونهم هبوا لنجدتنا عندما تعرضنا الى محنة، وهذا موقف تاريخي لايجوز نسيانه، عليه لانمنحها صوتنا فحسب، بل ندافع عنها وندعمها أيضاً".

أما بشأن العقبات التي يضعها الحشد الشعبي، قال الحويت" هذه المناطق من شنكال وحتى خانقين محتلة من قبل الحشد الشعبي، وهم يتعاملون مع السكان بنفس عقلية داعش، كما انهم يقفون عائقاً ويمنعون مؤيدينا أو يعتقلونهم، لكن هذا لن يحول دون مشاركتنا ودعمنا للديمقراطي الكوردستاني".

ويعتقد ساسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن كُل تلك المداخل، تمنحه قوة انتخابية تسمح له بإحراز أغلب المقاعد البرلمانية في إقليم كوردستان والمناطق المُتنازع عليها، وكذلك على الساحة الانتخابية العراقية رغم إعلانه الأخير بعدم خوض الانتخابات في كركوك وأن ذلك سيمنحه القدرة على استقطاب الكثير من الكتل البرلمانية الكردية الأصغر في ما بعد، وبذلك يغدو من الكتلة البرلمانية الكردية التي لا يمكن تجاوزها في البرلمان العراقي.

 

أما حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي كان دوما شريك الحزب الديمقراطي، فإنه فقد الكثير من وزنه السياسي بعد أن سادت بعض الخلافات على وقع عملية الإنسحاب من كركوك في أكتوبر الماضي، في ما قيل عن اتفاق جناح من الحزب مع بغداد دون علم غیرها.

 

وتضاعف ذلك في الفترة الأخيرة مع انشقاق نائب الأمين العام للحزب برهم صالح وتأسيسه لـلتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة.

 

لكن، رغم ذلك يعتقد الحزب أنه لا يزال يُسيطر على الحياة الاقتصادية والإدارية والعسكرية بشكل شبه مُطلق في مُحافظتي السُليمانية وحلبجة وبعض مناطق مُحافظة أربيل. لذلك فإنه يستطيع أن يُحرز مقاعد انتخابية تتجاوز كافة التوقعات التي تعتقد أنه سيفقد حضوره البرلماني بشكل شبه مطلق، وأنه سيعيد المفاجأة التي حققها في انتخابات عام 2014، حينما أحرز أغلب مقاعد محافظة كركوك، وتجاوز خسارته على مستوى الانتخابات البرلمانية في إقليم كوردستان. ويعتقد الاتحاد أن ذلك أفضل من أن يدخل في تحالف انتخابي من موقع الضعيف، والذي سوف يفقده الكثير من وزنه السياسي بشكل شرعي.

رفعت حاجي..Kurdistan tv

العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات