أجري صباح اليوم الأربعاء (24 آذار 2021)، في قاعة سعد عبدالله بأربيل، عاصمة إقليم كوردستان، مراسم الوداع لجثمان المؤرخ الكوردي الراحل كمال مظهر، بحضور رئيس إقليم نيجيرفان بارزاني، وممثل عن رئيس جمهورية العراق، ووزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي ممثلاً رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إلى جانب عائلة الراحل.
ووصل جثمان الراحل، مساء أمس الثلاثاء، بطائرة خاصة من ألمانيا الى مطار اربيل الدولي وكان في استقبال الجثمان وزير الثقافة في حكومة إقليم كوردستان وعدد من المسؤولين الحزبيين والحكوميين حيث تم استقباله في مطار أربيل الدولي، من قبل وزير الثقافة ومحافظ أربيل.
ونعى رئيس إقليم كوردستان، الراحل مظهر في كلمة تحدث خلالها عن مناقبه، والبحوث التي أجراها حول تاريخ الكورد والمنطقة، ثم وضعت أكاليل الورود على نعش الراحل، لينقل بعدها إلى السليمانية لموارته الثرى.
وبعد مراسيم تشييع مهيبة في مدينة أربيل ودع المشيعون الجثمان نحو مدينة السليمانية ليوارى الثرى هناك بجانب المؤرخ الكوردي المعروف محمد أمين زكي بك في تلة سيوان.
وغيب الموت المؤرخ الكوردي، كمال مظهر أحمد، يوم الثلاثاء (16 آذار 2021)، في أحد مستشفيات مدينة بون الألمانية، عن عمر ناهز 84 عاماً جراء مرض عضال، وعقب حياة حافلة بالإنجازات.
وكرس حياته لخدمة شعبه، وبذل كل ما يملك بدون كلل من أجل إظهار الجانب الخفي من تاريخ كوردستان، حيث نقل المئات من الوثائق المهمة من الأدراج والرفوف الغابرة في الدول الآسيوية والأوروبية، والعديد من الدول الأخرى ليضعها أمام شمس الحقيقة، وكان يقوم بشكل علمي بتصحيح وتقويم الجوانب الخفية، بما لا يفسح المجال للإنكار لجميع من يريدون فهم التاريخ الكوردي، وكذلك الذين يتآمرون على التاريخ. ناهيك عن العديد من الكتب القيَمة التي تركها في رصيده والتي تجسد الجهود الحثيثة لهذه القامة التي تحلت بالإيثار_ حسب بيان لعائلة الفقيد، التي اعتذرت عن إقامة مراسم العزاء بسبب ظروف جائحة كورونا.
وولد الدكتور كمال مظهر أحمد الحاج رسول في قرية "آغجلر" بمحافظة كركوك عام 1937، وسافر إلى الاتحاد السوفييتي السابق لإكمال دراسته العليا.
وحصل المؤرخ الراحل على شهادة الدكتوراه عام 1963 من معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية، ثم حصل على دكتوراه أخرى من المعهد ذاته سنة 1969، وهي أعلى شهادة معروفة في الاتحاد السوفييتي آنذاك.
عاد الدكتور كمال مظهر أحمد إلى العراق، وعمل مدرساً في قسم التاريخ بكلية الآداب، ورُقي إلى مرتبة "الأستاذية" عام 1981.
كما أشرف أحمد على العديد من رسائل وأطروحات الدراسات العليا في جامعات عديدة وكانت معظم هذه الرسائل والأطروحات، تدور حول الشؤون الإيرانية وقضايا تاريخ العراق المعاصر، والسياسة التركية، ومسائل الفكر والاستشراق، والشخصيات التي قدر لها أن تقوم بدور مهم في تكوين العراق الحديث والمعاصر.
ومن مؤلفات المؤرخ الكوردي الراحل، المطبوعة، كوردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى (طبعتان 1977 ـ 1984)، وثورة العشرين في الاستشراق السوفييتي (1977)، وأضواء على قضايا دولية في الشرق الأوسط (1978)، ودور الشعب الكوردي في ثورة العشرين العراقية (1978)، والنهضة (1979)، والطبقة العاملة العراقية (1981)، وميكافيلي والميكافيلية (1984).
ومن مؤلفاته أيضاً: صفحات في تاريخ العراق المعاصر (1987)، وكركوك وتوابعها: حكم التاريخ والضمير (2004)، وتحقيق مذكرات أحمد مختار بابان (1998)، وكل هذه المؤلفات باللغة العربية، كما أن له مؤلفات أخرى باللغتين الكوردية والروسية.
رفعت حاجي.. Kurdistan tv
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات