كتب الشاعر العراقي فاضل حاتم على صفحته الشخصية على الفيس بوك مداخلة حول رواية (مغني الازهار البرية) جاء فيها
مهدي النجار الذي أصدر أوّل رواية له سنة ١٩٧٢بعنوان (الجذور) ليتبعها برواية ثانية سنة١٩٧٣بعنوان(الطيب عباس عباس الطيب) وأعمال أخرى ،تتحدث أعماله عن حياة الناس البسطاء المهمشين الباحثين عن لذة الخبز وضياع العمل السياسي.
في روايته الاخيرة المطبوعة سنة٢٠٠٩ (مغني الأزهار البرية) يكون رشيد الهجري البطل الراوي والسارد لأحداث الرواية مغمور النسب والأصل فهو اليتيم الذي عاش تحت كنف خالته صفية وجور ابنها الوحيد عناد الذي صحب رشيد في سنينه الاولى وشاركه بيع الماء في مقابر النجف والتسكع في ازقة محلة المشراگ الضيقة والعفنة ، رشيد الهجري بطل الرواية بماذا يرتبط برشيد الهجري الصحابي الذي استشهد على أيدي الأمويين نقاط الاشتراك نجدها في ضياع الجذور عند الاثنين واتصافهم بالعلم والمعارضة وسوء الظروف الحياتية وصعوبتها.
وصل رشيد الهجري الى((خرجت تلافيف دماغي من اي يقين)) فهو ((انا الوحيد الذي يتسامى ويمسك الحقيقة))التي ((هي الحرية)) كان يعيش في مجتمع منغلق على تراث ديني فهو ابن فضوة المشراك المحيطة بمرقد الامام علي عليه السلام ،فعندما ذهب ليسأل عن كتاب لسلامة موسى ((طردني بائع الكتب بهزة رأس مستاءة........طردني عندما طلبت منه كتابا لسلامة موسى ...لماذا طردني؟)).
تعرف على شخصيات مختلفة فمن فرج الناهي الذي التحق بدار المعلمين والذي اختفى في غياهب زنزانات الأمن لنشاطه السياسي الى الشيخ عبد الرسول الطرفي الطالب الوحيد من عرب الأحواز والذي نازل احد أشقياء الفضوة حميد ابو قامة وصرعه مما أكسبه هيبة وتشجيع الناس لينتهي بعدها بفترة مطرودا خارج المدرسة الدينية بسبب فضيحة اخلاقية . الى شخصية محسن فياض صاحب خياطة النوارس . الذي يخفي مشروب العرق في دكانه ويتصيد النساء لينتهي اخيراً عابدا متصوفا شريدا في مسجد السهلة .
تتخذ الرواية من رشيد الهجري واخرين نموذجا حاول الخروج من الثياب التقليدية لمدينة عريقة واستبدالها بما تنتجه المدن المفتوحة وكانت بغداد المدينة الجديدة لمرحلة الجامعة وملاهي الليل والبارات والصحافة والشعر والوظيفة لتنتهي رحلة الهجري بالعودة الى فضوة المشراك ومدرستها الدينية المهجورة والتي أصبحت مأوى المشردين والفقراء والغرباء في إشارة منه الى ان التغيير قد وصل الأبواب المغلقة اضافة الى الكثير من الاستدلالات والمعاني التي احتوتها الرواية بين صفحاتها المائة والعشرون وبجمل مكثفة وأسلوب لكاتب عرف الكتابة منذ عقود ، الرواية جميلة تجذب القارئ الى النهاية.
راميار فارس ...kurdistan t v
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات