أربيل 20°C السبت 23 تشرين الثاني 12:14

الطوفان رواية عراقية ترصد التغييرات والحروب التي‮ ‬تحيط بالعراق

رواية جديدة،‮ ‬عنوانها‮ ‬الطوفان الثاني‮ ‬للروائي
کوردستان TV
100%

رواية جديدة، عنوانها الطوفان الثاني للروائي العراقي فاتح عبدالسلام تعبر عن جانب روحي من صدمة الحرب التي كانت بداي التغييرات والحروب الارتدادية الأصغر التي تحيط بالعراق ة .

تجارب المغتربين والمهاجرين الذين خاضوا غمار بحار عدة ورست سفنهم في مدن تضيء بالذكريات، ومدن أخرى تشبه قوارب النجاة لكنها لا تصل الى شواطئ الأمان أبداً. تلك الحياة التي تتبعها الروائي عبر شخصيتين رئيستين وشخصيات. مهمة أخرى اكتمل بها المعمار الروائي المعتمد على تداخل قصتين تصبّان في مجرى روحي وعرفاني عنيف، وذلك في تصوير عميق ولغة فاضت بشعرية مستنبطة من واقع خشن وقاس غالباً.

تتوافر الرواية على غنى معرفي يعبر عن حياة مكتنزة، يتجلى فيها السارد عبر استبصار بين الروح والعقل.
من الممكن ان تحمل الرواية صفة الاكتشافية ، لما تمنحه لقائها من متعة اكتشاف اليومي غير المرئي او تعطي المرئيات أبعاداً نفسية وروحية جديدة.

لا يمكن للمتلقي ان يتوقع حدث أي فصل من فصول الرواية العشرين ، وتلك ميزة في المعمار الروائي، تعني الكثير في سلم تطور الفن. هذه الرواية لا يمكن تلخيص أحداثها، لأنّها تتوافر على لانهائية ذاتية قارّة في بنائها، كما تكتنز بكمّ معرفي يلامس الروح ويذوب فيها. ثمّة متعة تمنحها الرواية لقارئها، متعة ذات طبقية متعددة، عبر ثنائيات الحياة والموت والحب والحرب والأمل والنهايات.

حقاً الرواية مفاجأة في السرد العربي من حيث تلك الخصائص التي راعت البناء المتناسق بين الحوار والسرد في عشرين فصلاً. في هذه الرواية التي صدرت مؤخراً عن الدار العربية للعلوم في بيروت، ووقعت في 763 صفحة، حكايات عنيدة لحالمين يشتّقون من تاريخ أوجاعهم مَسرّات بطعم الطفولة، وهم يروون لحظاتِ ما قبل النهايات. نسمع نحيب أحلامهم كَشَهقات المستغيث من طوفان عظيم يغمر الأمكنة والأزمنة، لتولد لهم مواقيتُ جديدة للحُلم والحُبّ والأمل تتحدّى حصار الخيبات والنكسات.

مشروع سردي

في الطُوفَان الثّاني يواصل الروائي العراقي فاتح عبد السلام، الماكِثُ الأبديّ في كَنف الحروب، كما يصفُه أكثر من ناقد، مشروعَهُ السرديَّ منذ روايتَيه عندما يسخن ظهرُ الحوت 3991 و اكتشاف زقّورة0002  في البحث عن ذلك المعادِل المستحيل لانهيارات الحروب.

بؤرة روائيّة تنبض تحتَ أنساق من رماد ماكِر، يُغطّي ذاتَ الأرض التي نَحتَ فيها الطُوفَانُ الأوّلُ أصوات الملاحم والأساطير وأنفَاسَ المُدن المُضيئة. هنا الطُوفَان الثّاني خط شروع متكسّر لحياة حالمة، لا يقهرها نّين النار، حياة تأبى إلاّ أنْ ترسم ملامحَ الوجهِ الحَتميّ الآخر من الحرب، أية حرب.

راميار فارس ...kurdistan t v

المصدر: الزمان 

الأدب

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات