صدرت حديثاً الشاعرة الكوردية فاطمة حرسان مجموعتها الشعرية الأولى، بعنوان " لازالت ترنُّ أقراط الهواء " وهي أول انتاج أدبي لها، أضافت الى المكتبة الأدبية الكوردية بسطور من أحاسيس مرهفة في تناغم فريد مع الواقع والسيرة الإبداعية.
" لازالت ترنُّ أقراط الهواء " صدرت من دار الدراويش للنشر و الترجمة في -بلوفديف بلغاري ، و يتألف الكتاب من ١٠٠ صفحة من القطع المتوسط، تزينها لوحة الغلاف مهداة من الفنان الكوردي التشكيلي لقمان أحمد في عمل فني عميق، تضم قصائداً شعريه باللغة العربية، تعبر عن أحاسيس الشاعرة في الحنين و الغربة و ذكريات الماضي.
تقول الشاعرة حرسان: "حول الخيبة و هشاشة الروح وكيف تتعكز عليها قاماتنا الطويلة، مثل آلات لاتكف عن العمل لتقتل الرتابة و الصمت القابع فينا، تحمل القصائد معانٍ يدور محور الكتاب و العنوان حولها، وهي كلمات العشق التي تداعب الإذن كلما هدأت النفس و اشتاقت، تراقص الريح موسيقا كلماته العذبة روحي فتندِّيها و تصبح جذلانة بجناحي فراشة".
الشاعرة الأديبة فاطمة حرسان صرحت لموقع كوردستان تي في بالقول "أكتب الشعر منذ سني المراهقة و كمدرِّسة للغة العربية كنت اشجع طلبتي في الثانوية على كتابة الشعر و تقويم اسلوبهم الشعري، والى يومي هذا ضمن عملي كمدرِّسة للغة العربية في مدارس السويد، حيث استقر فيه".
وأضافت "انقطعت عن الكتابة فترة طويلة، لكن الشعر و ذائقته ظلت تخيط جوانب روحي ، بعد هجرتي للسويد عام 2001 كان الشعر ملاذي لتخفيف طنين الشوق و الغربة الذي كاد يتفجر في ذاكرتي، ... بدأتُ بالنشر على صفحات الفيس بوك منذ خمس سنوات وأكثر ثم قررت أن أشقّ مخاض الألم بولادة ديواني الاول و بصمتي الموثّقة على أسوار الغربة".
يذكر أن الشاعرة فاطمة حرسان، شاركت ببعض الأمسيات الشعرية في السويد، وهي إحدى المشاركات في السبت الأدبي السويدي، و ترجمت قصائدها إلى السويدية و منها كذلك للإيطالية، و الآن تترجم للاسبانية ضمن كتاب الانطولوجيا للشاعرات السوريات، وهي إحدى المشاركات في هذا الكتاب الجامع لشاعرات سوريات منهن : وداد نبي و مها بكر و لينا عطفة و غيرهن
وأ قامت حرسان أمسيات شعرية عديدة باللغات (العربية و الكوردية و السويدية) نظراً لكونها مؤسسة و رئيسة للجمعية الكوردية للغة و الثقافة في مدينة أوربرو بالسويد.
ويقول الشاعر جميل داري في قراءته لـ" لازالت ترنُّ أقراط الهواء ":
تنداحُ القصيدةُ في أفقِ الحلمِ، تحاولُ أن توسّعَ الكونَ، وتنظّفُهُ، ليغدو مكانًا صالحًا للحبِّ والحياةِ.
القصيدةُ في هذا الديوانِ قيثارةُ الرّوحِ، ولهفةُ الغريبِ إلى منفًى أقلَّ وطأةً من وطنٍ يتلّوى على رصيفِ الألمِ.
فاطمة حرسان صوتٌ شعريٌّ من أقاصي الأبجدية ، ي
حملُ قيثارةَ الحنينِ، وشجنَ الخيباتِ، والكثيرَ من الخيالِ الذي تمتطيهِ لتصلَ إلى أقانيمِ الحبِّ مغسولًا بأنهارِ الطفولةِ، ودموعِ الأمّهاتِ اللواتي ينتظرْنَ الأقمارَ المرميّةَ في الغيابِ .
للشعرِ هنا مذاقُ الحرمانِ، وجموحُ الرغبةِ في الذّوبانِ داخلَ بوتقةِ اللغةِ التي تتقنُها شاعرتُنا، وتسبرُ أغوارَها مستخرجةً ما فيها من أسرارِ البلاغةِ والموسيقا.
هذه هي العصا الشعرية المضيئة لفاطمة ،تتوكأ عليها ، وتهشُّ بها على قطيعِ الزمنِ الذي يجرفُ العمرَ، ولها فيها مآربُ أُخرى.
وكذلك قال عنها الكاتب محمد زاده:
هكذا قدمت لنا فاطمة حرسان مجموعتها الشعرية الاولى .. بهذه الكلمات النقية وهذا الوضوح الجميل .
تمنيتُ أن أُنجب أطفالاً كثر
فقط لأثبت أن لي رحم سليم
لكن …
لم يكن لي ذلك
إلا ابني بمتلازمته
ظللتُ أحلم بطفلتي
فهاهي تتمخض الولادة
من رحم الوجع
رفعت حاجي.. Kurdistan tv
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات