بحلول الیوم العالمي للمسرح الذي يصادف الـ 27/3/ من كل عام، كان لنا وقفة مع المخرج والكاتب المسرحي الكوردي كامران حاجي الياس، في مدينة هولير، والذي يعتبر أحد سفراء المسرح الكوردي، ذلك الفن الذي يتخبط للوقوف مجدداً ، واستعادة عافيته التي أنهكتها الظروف الإقتصادية الخانقة ، والذي لم يحيد الحراك المسرحي في عروض مسرحية متفرقة على خشبات المدن الكوردستانية، للسير الى الخروج من الإعتلال .
يجزم المخرج الكوردي كامران حاجي أن الفن لا يقل شأناً من السياسة في حياة الأمم، في دورها الفعال من خلال النظر في قضايا المجتمعات العامة، والإحاطة بالمعانات والمأسي التي تمر بها الشعوب والمجتمعات وتقديم المشورة وتوجيههم نحو البدائل والصمود في وجه التحديات ، من خلال النصوص والعروض الهادفة للرقي بالمجتمعات نحو إجتياز العقبات التي تعترض تقدمها في إطار درامي تمثيلي أو كوميدي ساخر وغير ذلك.
يقول حاحي" العلاقة بين السلطة والفن علاقة متكاملة ويجب أن تكون وثيقة لأن كلاهما يخدمان االجماهير، وهذه المعادلة في كوردستان لابأس بها ولكنها ليست في المستوى المطلوب"
يقيم المخرج كامران حاجي المسرح الكوردي والمستوى الذي يرتقي إليها بأنها ليست بالشكل المطلوب، لإفتقارها للمقومات المسرحية العديدة كون المسرح له خصوصية في كل مكان ، يقول حاجي" ليس للمسرح الكوردي مدرسة خاصة على المستوى العالمي كالمسرح البريطاني والروسي والألماني والمغربي ....الخ، هناك محاولات من أجل جعل المسرح الكوردي مدرسة أو مذهباً خاصّاً ، رغم الوضع الراهن والأزمات الإقتصادية والمالية الخانقة، هناك عروض مسرحية مستمرة ولكن ليس بالشكل المطلوب .
وعن غزو التكنولوجيا والشاشات الزرقاءة المعاصرة وتأثيرها في تحويل الجماهير عن المسرح يقول المسرحي الكوردي المتخصص حاجي : لم تؤثر الدراما التلفزيونية في المسرح ولا السينما، لأن التذوق المسرحي له طابع خاص لدى الجمهور وللممثل نفسه ، لأن الممثل يتعامل مع الجمهور في إحتكاك مباشر .
ويبدي الأستاذ حاجي نقاطاً عدّة لتطوير الفن المسرحي في كوردستان، منها تمكين النقاد المسرحيين، والإكثار من المسارح وقاعات العرض ، كون المسارح المتوفرة غير كافية، ولا تفي بالغرض المطلوب في استيعاب وإستقطاب جمهوره ، والى جانب الإكثار من العلاقات الخارجية وجعل المسرح مهنة، كإقامة مهرجانات على غرار مهرجان أربيل المسرحي الرابع والذي استمر لعشرة أيام ، وشاركت فيها فرق مسرحية عالمية وعربية ومحلية .
كما تقدم المتخصص المسرحي الكوردي حاجي بتوجيهات وتوصيات للجيل المسرحي الجديد، بالإكثار من التدريب والتمرين المسرحي التي من شأنها تعمق تجربتهم وخبراتهم ف يالأداء المسرحي، وكذلك بالإطلاع وقراءة النصوص المسرحية من الدب العالمي لإثراء مخزونهم من الثقافة المسرحية.
الأكاديمي المسرحي الكوردي كامران حاجي الياس من مواليد عام 1965 مدينة رواندوز، متخرج من قسم المسرح في كلية الفنون الجميلة ببغداد سنة 1993، وكلية التربية في الموصل سنة 2007 ، عمل أستاذاً للإخراج المسرحي ثم رئيس قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة بهولير، ويعمل الآن مشرف فني تربوي في اربيل، لديه عشرات الأعمال الفنية في التلفزيون والمسرح والسينما، وله من الكتب المطبوعة" خشبة المسرح – المسرح المدرسي – معاً المسرح – أزمة المسرح بين المسرحيين ووزارة الثقافة والإعلام .
وآخر أعماله المسرحية في اطار الفعاليات الفنية وبمناسبة انتفاضة مدينة رواندز عام 1987، وبحضور السفير الهنغاري جابا فازاكيني وجمهور غفير، تم عرض مونودراما " روح الأنفال، من اعداد وتمثيل واخراج ( كامران حاجي الياس) في
24 مايو 2017 في قاعة حوزني موكرياني في مدينة رواندز قاعة شنكل بانة، من انتاج المديرية العامة للثقافة والفنون في محافظة اربيل والمركز الثقافي في مدينة رواندز قسم المسرح.
رفعت حاجي – هولير
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات