أعتبر مراقب سياسي عراقي أن ما حدث في كركوك يكشف حقيقة أن الانتصار العسكري على التنظيم والذي سيخوض العبادي الانتخابات القادمة على أساسه، كان منقوصا.
وكان عناصر من تنظيم داعش الارهابي اقدموا على قتل 30 عنصراً من مليشيات الحشد الشعبي في منطقة الحويجة بكركوك .
وقال المراقب الذي طلب عدم ذكر اسمه انه "لا يمكن النظر الى ما وقع في كركوك من جهة كونه نشاطا عابرا لخلايا إرهابية نائمة. وقد لا يبدو بعيدا عن الواقع القول إن تداعيات ما حدث في المناطق المستعادة من داعش من جرائم اتهم الحشد الشعبي بارتكابها قد أدت إلى نشوء جماعات مسلحة، قد لا تكون على صلة بـ”داعش” من ناحية تنظيمية، غير أن أهدافها الانتقامية سيتم النظر إليها باعتبارها ردة فعل لهزيمة التنظيم. وهو ما ستركز عليه وسائل الإعلام الرسمية العراقية في تفسيرها لما يحدث".
واضاف انه " ما لم تقم الحكومة العراقية بتغيير طريقة تعاملها مع ملف المناطق المحررة بكل ما تتضمنه من إهمال، ستقع الكثير من العمليات الانتقامية التي سيكون الحشد الشعبي هدفها الرئيس. إذ أنّ الأخير متهم بما لا يقبل اللبس بارتكاب جرائم متعمدة في حق المدنيين في مناطق عراقية بعد استعادتها من قبضة داعش. وهو ما لا يمكن القفز عليه من خلال مشروع هائل لإعادة الإعمار وتطبيع الأوضاع في مدن لا يزال سكانها حتى اللحظة يبحثون عن مفقوديهم تحت الأنقاض".
هذا وذهب خبراء أمنيون إلى أن هجوم كركوك يمكن أن يمثّل تدشين مرحلة جديدة من حرب داعش في العراق؛ مرحلة حرب العصابات والهجمات السريعة الخاطفة، بدل حرب الجبهات والسيطرة واسعة النطاق على الأراضي والتي انهزم فيها بفعل حجم القوّة التي واجهته.
وكثيرا ما يحذّر الخبراء من أنّ جهدا أمنيا كبيرا ما يزال ينتظر العراق بعد حرب داعش المرهقة، وأنّ تحقيق الاستقرار سيظل أيضا رهين إحداث إصلاحات جوهرية عميقة تعيد ثقة المواطن بالحكومة وتخفّف المشاعر الطائفية وتضيّق مساحات الفقر والتهميش التي تمثّل خواصر رخوة يسهل على الإرهابيين والمتشدّدين اختراقها وتصيّد أتباع لهم من بين سكانها.
راميار فارس ...kurdiatsn t v
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات