قالت صحيفة العرب اللندنية ان أوساط سياسية عراقية تنظر بتفاؤل حذر الى حملة محاربة الفساد والجريمة المنظّمة للاطاحة بكبار رموز الفساد في البلد على غرار وزير التجارة الأسبق عبدالفلاح السوداني الذي تم جلبه، الخميس، من لبنان بالتعاون مع الإنتربول، ونجل لؤي الياسري محافظ النجف القوي والنافذ الذي أطيح به في قضية اتجار بالمخدّرات.
واضافت الصحيفة في عددها الصادر لهذا اليوم ان "أوساط اخرى تحذّر من أن تأخذ عملية مكافحة الفساد -وهي عملية حيوية وضرورية لإنقاذ البلد وانتشاله من أوضاعه السيئة- منحى ظرفيا استعراضيا مرتبطا من جهة باقتراب موعد الانتخابات المقّررة لشهر مايو القادم، ومن جهة ثانية بمؤتمر المانحين لإعادة إعمار العراق بعد حرب داعش والذي تحتضنه الكويت مطلع فبراير القادم، وتحتاج الجهات المشاركة فيه من هيئات ودول ومستثمرين إلى إشارات تطمينية بأن مِنَحها وأموالها لن تذهب هدرا وتبتلعها آفة الفساد المتغوّلة في العراق".
وحسب الصحيفة فأن " العراقيون يرغبون في أن يروا شعارات العبادي بشأن محاربة الفساد تطبّق على أرض الواقع بعيدا عن المناسباتية والانتقائية والسعي إلى تحقيق مكاسب انتخابية وتصفية الحسابات السياسية والطائفية، وأن تشمل كبار الفاسدين مهما كان نفوذهم ومواقعهم السياسية والحزبية".
وبينت الصحيفة ان "هناك قناعة تسود بأنّ هناك شخصيات تتجاوز سلطاتهم ونفوذهم سلطات العبادي نفسه ويستحيل المساس بهم مهما حامت حولهم من شكوك وأثيرت ضدّهم من قضايا، على غرار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي زعيم حزب الدعوة الإسلامية، والذي قاد الحكومة لفترتين متتاليتين بين سنتي 2006 و2014 أفضتا إلى خراب وإفلاس شبه تام في مختلف مؤسسات الدولة بفعل انتشار الفساد فيها وتم خلالهما إهدار مبالغ مالية طائلة متأتية من بيع النفط الذي بلغت أسعاره سقوفا عالية جدّا خلال فترة حكم المالكي الثانية، دون أن يكون لذلك أي أثر تنموي، أو اجتماعي وحتى أمني على البلد الذي سقط أكثر من ثلث مساحته بيد تنظيم داعش مع أواخر ولاية المالكي على رأس الحكومة".
وتورد الصحيفة ان "البعض يرى ان محاربة الفساد في العراق، ستظلّ مكبّلة ومحدودة المدى والنتائج ما لم تسبقها عملية إصلاح للمؤسسات ذات الصلة الوثيقة بمقاومة الفساد وفي مقدّمتها مؤسسة القضاء المتّهمة بعدم المهنية وبالخضوع للولاءات الحزبية والسياسية، وحتى للاعتبارات الطائفية".
راميار فارس ...kurdistan t v
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات