قال الروائي والناقد الكاتب المسرحي اللبناني الياس خوری، ان الكلام الذي يُلقى جزافا بأن كوردستان المستقلة هي إسرائيل ثانية، كلام خطأ يتجاهل الحقيقة والحق، إذا كانت هناك من مقارنة ممكنة فكوردستان هي فلسطين جديدة.
ويضيف خوری أن " كورد العراق وتركيا وإيران وسوريا ليسوا شعبا غريبا أتى ليستوطن بلادا ليست بلادهم باسم حق إلهي مزعوم، بل إنهم أبناء الأرض وأصحابها، شعب حُكم عليه بالاضطهاد، وقُسّمت بلاده بين الدول المجاورة، وصودرت لغته وثقافته، وعاش على إيقاع قمع لم يتوقف، وهو لا يطالب اليوم إلّا بحقه في تقرير المصير".
جاء كلام خوری، في مقال له بصحيفة "القدس العربي بعنوان (كوردستان لیست اسرائیل ثانية)يتطرق فيه الى السياسات التي تمارسها الدولة الغاصبة ، والاعمال القمعية للسلطات تجاه رعاياها فيقول:
" لقد جرى تقاسم أرض كوردستان بين الدول المجاورة، وها نحن إزاء تحالف القامعين الذي يتشكل من تركيا وإيران والعراق وبقايا النظام السوري من أجل وأد حق الشعب الكوردي في الاستقلال".
موضحاً في سرده، "أما إسرائيل الثانية والثالثة والرابعة، فهي مختبئة في أعشاش أفاعي الأنظمة العربية التي لا تتقن سوى فنين:( قمع شعوبها والاستسلام في وجه أمريكا وإسرائيل).
وينتقد الكاتب اللبناني تعامل دول المنطقة مع القضية الكوردية، بالقول غريب أمر السياسات العربية في عهد الجمهوريات القومية، لقد ورثت هذه المنطقة عن زمن الامبراطوريات، التي تلاشت بعد الحرب العالمية الأولى، مجتمعات متنوعة تحمل غنىً ثقافياً ولغوياً متعدداً، فماذا فعلت؟ وكيف جاء حصاد انهيار جمهوريات الاستبداد بهذا الجنون الذي أباد أو سمح بإبادة الأقليات.
لافتاً بالقول ، وسط هذا الخراب، جاء الاستفتاء الكوردي على الاستقلال ليشعل النقاش من جديد، ويسعّر العداء ضدَّ الشعب الكوردي وقضيته العادلة، بحجة أن إسرائيل هي الدولة الإقليمية الوحيدة التي تؤيد الكورد
مستدركاً بالقول ، أستطيع أن أتفهم المرارات الكوردية من العرب، وهي مرارات مُحقّة، لكن يجب أن لا ننسى أن من اضطهد الكورد وقمعهم هي الأنظمة التي تضطهد شعوبها، فالكيميائي لم يستخدم ضدَّ الكورد في حلبجة فقط، بل استخدم في غوطة دمشق أيضا وضدَّ الشعب السوري.
ويؤكد الكاتب اللبناني ، ان حق تقرير المصير لا جدال فيه ،" الكورد أمة تقيم فوق أرضها ، أمة خبرت المنافي في وطنها وتعلمت لغة الريح، مثلما كتب محمود درويش مرة : «ليس للكوردي إلّا الريح تسكنه ويسكنها / وتُدمنه ويدمنها ، لينجو من صفات الأرض والأشياء .ْ»
ويشير الكاتب الى ابعاد وتأثيرات الاستفتاء على مجمل المنطقة لجهة تعزيز الديمقراطية والانفتاح والتسامح ، فكتب يقول ان ما يجب تسجيله هنا، هو أن المشروع الكوردي يستطيع أن يشكل نافذة من أجل أن تعيد المنطقة قراءتها لنفسها، عبر إعادة الاعتبار للتعددية الثقافية والدينية واللغوية، بصفتها أحد أسس بناء أفق ديمقراطي جديد وهنا أيضا نقول: إن الاستفتاء الكوردي يجب أن يكون مناسبة للثقافة العربية كي تعتذر عن صمتها إزاء عذابات الكورد ، وكي تتصالح مع نفسها وترى في مأساة الأزيديين المروعة صورتها إن حرية الكورد جزء من حريتنا، يجب ألا نسمح للقوى المتسلطة في المنطقة بأن تحاصر شعبا يحق له أن يجد لنفسه موطئ قدم في أرضه.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات