نشرت صحيفة الرأي اليوم مقالاً بفلم كسانيا سبتلوفا نقلا عن صحيفة معاريف الاسرائيلية جاء فيه :
يوم الاثنين القريب القادم سيتوجه الى صناديق الاقتراع نحو 5 ملايين كردي في اقليم كردستان في العراق، والتصويت في الاستفتاء الشعبي على استقلالهم. يمكن لفرحتهم أن تكون أكمل لولا معارضة الخطوة من ايران، تركيا، الولايات المتحدة، سوريا وبالطبع العراق.
في الشرق الاوسط مثلما في الشرق الاوسط، الاكراد، ابطال الأمس، اولئك الذين قاتلوا ببسالة ضد الدولة الاسلامية ونجحوا في الحفاظ على معظم الاراضي التي تحت سيطرتهم عندما فر الجنود العراقيون من الموصل المحتلة، تحولوا في لحظة الى جهة يُزعم أنها تهدد الاستقرار الاقليمي. والاكراد، عديمو الدعم الدولي الواسع، يقفون مرة اخرى وحدهم في اللحظة الحاسمة، مثلما وقفوا وحدهم عندما تجاهلت القوى العظمى وجود الشعب الكردي اثناء تقسيم الشرق الاوسط، في أثناء المذبحة ضدهم في تركيا في 1923 وفي حلبجة في 1988 عندما استخدم صدام حسين الغاز السام وتسبب بموت الآلاف.
الاكراد، شعب يعد 30 – 40 مليون رجل وامرأة يتوزعون في ارجاء الشرق الاوسط، يعانون في الغالب من قمع شديد ويسعون الى الاستقلال منذ سنوات عديدة. وتحقق الاتفاق على الحكم الذاتي الكردي في العراق منذ 1970، ولكن العراق رفض تنفيذه، وانزلقت المنطقة الى مواجهة عنيفة استمرت على التوالي حتى التسعينيات. وابتداء من العام 1991 حصل الاكراد على حكم ذاتي بالأمر الواقع، وفي 2005 سنوا دستورا لهم. ولكن يتبين أن سنوات من الحكم الذاتي، البرلمان، الدستور والاقتصاد المستقبل، لا تمنح الاكراد تأييدا تلقائيا من العالم المتنور. الامريكيون، كالمعتاد، يخافون من الآثار الاقليمية؛ وكما يذكر، حتى عندما أوشكت اسرائيل على الاعلان عن الاستقلال في 1948، لم تسارع واشنطن الى التأييد. اذا سألنا القوى العظمى، احيانا ببساطة لا يكون هناك وقت مناسب للاستقلال. يجدر بالاكراد أن يستوعبوا هذا الموضوع.
الكثير من الاكراد يرون في اسرائيل نموذجا وقدوة لدولتهم العتيدة. وكل شهر التقي في الكنيست وخارجها وفودا كردية تعلن بالفم الملآن أن الاستعداد للتعاون والعمل معا ضد الاعداء المشتركين. ولكن كيف يمكن لاسرائيل أن تساعد الاكراد اذا نشبت حرب، وحوصر الاكراد من القوات الشيعية في العراق وحلفائهم في ايران؟.
إن الاستفتاء الشعبي القريب هو بالاجمال درجة اولى، ولا سيما رمزية، يفترض أن تحرك المسيرة. وبعد نشر نتائج الاستفتاء الشعبي يفترض بالحكم الكردي أن يشرع في مفاوضات طويلة ومضنية مع الحكومة العراقية في بغداد على مسائل عديدة كمستقبل كركوك – مدينة حقل “فيكتو” الذي يسيطر عليه الاكراد، ولكن يوجد عمليا خارج حدود الجيب الكردي. من شأن هذه المفاوضات أن تستمر لاشهر، بل لسنوات طويلة، ومن غير المعقول أن يأتي الاعلان فور الاستفتاء الشعبي. على الاكراد أن يستعدوا للاحتمال الاسوأ: يوم الاستفتاء الشعبي يمكن أن يتحول من يوم عيد الى يوم حداد، اذا قررت الحكومة العراقية دفع قوات الجيش والمنظمات الشيعية المسلحة كالحشد الشعبي الى كركوك. كما يمكن لايران أن تقصف السدود ويمكن لتركيا أن توقف توريد المنتجات الغذائية التي تستوردها كردستان. في هذا الوضع دولة واحدة فقط يمكنها أن تساعد الاكراد، ألا وهي الولايات المتحدة. واسرائيل ملزمة بالعمل من خلف الكواليس كي تدفع الى الامام بالموضوع الكردي في الكونغرس وعرض الحاحيته على الادارة الامريكية.
عندما ننظر الى الاستعدادات للاستفتاء الشعبي الكردي والى السحب السوداء التي تظلم اجوائه، يجدر بنا أن نتذكر ما الذي مررنا به. كيف كنا نحتاج في حينه الى حلفاء، كيف أملنا في أن يؤيد أحد ما في العالم كفاحنا للاستقلال. آجلا أم عاجلا، الدولة الكردية ستقوم، ومن المناسب جدا أن تكون هذه الدولة حليفة لاسرائيل، إذ أن ظهورها في الساحة الشرق اوسطية سيغير من الاساس منظومة القوى وسيخلق فرصا جديدة.
معاريف 19/9/2017
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات