أكد الرئيس مسعود بارزاني، اليوم السبت (4 كانون الأول 2021)، أن إقليم كوردستان معرض لخطر كبير بعد تكرار الهجمات الإرهابية مؤخراً، مطمئناً في الوقت ذاته بالأخذ بثأر الشهداء وعدم السماح بأن تذهب دماؤهم هدراً.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس مسعود بارزاني خلال مشاركته في مؤتمر اتحادات الجالية الكوردية الذي انعقد اليوم في أربيل، بحضور عدد من المسؤولين ومنهم رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني.
وقال الرئيس بارزاني إن "نضال شعبنا مشروع وسلمي وشعب كوردستان لم يلجأ لخيار القتال أبداً ولكنه يدافع عن وجوده"، مشيراً إلى أن "الحرب ليست حلاً لقضيتنا ولا لأي قضية أخرى، والخلاف مع الأنظمة لا يمكن أن يتحول إلى عداء مع الشعوب".
ودعا الجالية الكوردية في البلدان الأخرى إلى "تنظيم نفسها تحت راية كوردستان واحترام قوانين الدول التي تقيم فيها وحث الشباب على تطوير الذات والحفاظ على هويتها وبناء علاقات جيدة مع جميع الجاليات الأخرى وكسب أكبر عدد ممكن من الأصدقاء والتعريف بالإبادات الجماعية التي تعرض لها الكورد"، مشيراً إلى أنه "لم نجد حتى الآن الاستجابة الكافية من الدول للاعتراف بالإبادات الجماعية ضد الكورد".
وشدد على أن شعب كوردستان فخور بثقافة التعددية والتعايش المشترك، ويهدف للدفاع عن حقوق المكونات.
وحول الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخراً، قال الرئيس بارزاني: "لا يزال إقليم كوردستان معرضاً لخطر كبير، حيث استشهد العديد من البيشمركة والمواطنين على يد إرهابيي داعش في كرميان ومخمور خلال الأيام الماضية"، مبيناً: "نطمئن الجميع بأننا سنأخذ بثأر الشهداء ولن نسمح بأن تذهب دماؤهم هدراً".
وأسفر هجوم تبناه تنظيم داعش الإرهابي على قرية خضرجيجة في قرجوخ بقضاء مخمور، ليلة أول أمس الخميس، عن وقوع 13 شهيداً من البيشمركة والمدنيين (هم ثلاثة أخوة من أبناء عائلة كوردية)، مستخدماً فيه الأسلحة الخفيفة وقذائف الآر بي جي.
وأعلن الأمين العام لوزارة البيشمركة، جبار ياور، أن إرهابيي داعش نفذوا 206 هجمات إرهابية في المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم خلال 10 أشهر من السنة الحالية، ما أسفر عن وقوع 837 ضحية بين شهيد ومصاب ومختطف، مطالباً بتنفيذ عمليات أمنية مشتركة في المنطقة التي باتت ملاذاً آمناً لداعش والتي تعاني من الفراغ الأمني في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك إلى جانب قضاء مخمور، وتمتد على مسافة تقدر بنحو 560 كلم طولاً بدءاً من خانقين وحتى سحيلا، وبعرض يصل إلى 40 كلم.
وشن تنظيم داعش خلال الأسبوع الماضي، أربعة هجمات متفرقة أسفرت عن استشهاد 18 مقاتلاً من البيشمركة وإصابة 9 آخرين، إلى جانب استشهاد 3 مدنيين وإصابة رابع، ففي 17 تشرين الثاني الماضي، أسفر انفجار عبوة ناسفة على قوات البيشمركة في "تبي تلان" بناحية كولجو في قضاء كفري عن استشهاد 5 من البيشمركة وجرح 5 آخرين، وفي اليوم التالي استهدف الإرهابيون نقطة حماية الفرج الثالث في اللواء 17 مشاة بقضاء كفري أيضاً دون وقوع ضحايا، وفي 29 تشرين الثاني الماضي، هاجم داعش أيضاً البيشمركة على طريق "كوبان" في كفري، وأدى لاستشهاد مقاتلين اثنين من البيشمركة وإصابة اثنين آخرين.
ت: شونم عبدالله خوشناو