تختلف الفنون والثقافات والتقاليد والعادات والأديان والمذاهب .ولكل منا طريقة العيش المختلفة
باختلاف الطبقات والمستويات والتواريخ والجغرافيات إلا أني اتحدت عن أسلوب نمطي واحد ألا وهو اتحاد أمزجة البشر في التشجيع للمونديال وماهي نتائج نهائيات كأس العالم، فذهب البعض إلى ما ستختار الناقة كاميلا وراقب آخرون تكهنات الأبراج وما تحدثت به علوم فلكهم، وعقد آخرون( الريسس) وتراهنوا من أجل النادي أو المنتخب الذي يشجعه أو يتمنى فوزه وكأنه فرض عين، على أنه حتى لو لم يكن ميالا الى الرياضة أو كرة القدم فلا بد أنه لعب الكرة عندما كان صغيرا في مدرسته أو أسرع مهرولا باتجاهها أو حتى كبيرا يحمل أكياس الطعام والحاجيات لعائلته، لايصمد أمام الساحرة الغيرة أمام ناظريه لترتطم بقدمه ويسرع مهرولا تجاهها كي يركلها وينفض عن ذاكرته وجسده غبار زمن غطى غريزة الطفولة، بل ذهبت إحدى الفنانات أبعد من ذلك، وأعلنت أنها تعتزم شراء اللاعب ميسي لتتراجع عن ذلك بعد خسارة الأرجنتين أمام السعودية وتقول انتفت الحاجة عن شراء ميسي، ومهما ذهب البعض بالمغالاة في تحريم الألعاب والرياضة وتشجيع الأولمبيات وتصويرها بأنها تبديد للوقت والمال وابتعاد عن الطقوس الدينية والعبادات، إلا أننا نرى مثل هذا الشخص المنظّر لديه أخ او زوجة أو اخت أو ابن خالة أو ابن طائفته أو... أو... يشجع هذا الفريق أو ذاك ولا يستطيع منعه ومنهم من وصل مرحلة الهوس، ليس المهم عندي في هذا المقال المونديال بقدر مايهمني مايوحد أمزجة الفصائل البشرية، فهي ذاتها في كل فصل وتاريخ أو عرق أو أصل، ولا يخفى بمكان أن الانسان ميال لحب المال والطعام اللذيذ والمكانة الرفيعة والسطوة والجاه والتميز والجمال الذي يكون مقياسه نسبيا دائما، والبحث عن السعادة سواء على الأرض أو المرتقبة في السماء، وهي صفة مشتركة توحد كل المستويات العقلية والضروف النفسية، الغريب في الامر هذا الكم الهائل من العوامل الموحدة بيننا، والركائز التي تلم شمل صفوفنا كمنظومة بشرية، إلا اننا نبحث عن التنافس والفروقات واختلاق المبررات للخصومات وتكوين اللوبيات على مستوى القارات والدول والمجتمعات الكبيرة والصغيرة منها وبين الشخوص، وحتى بين أفراد البيت الواحد، بل نرى التسقيط والعداء يكون بين أصحاب المهنة الواحدة أو الموهبة الواحدة ويكون التنافس في أغلب الاحيان غير شريف حتى في المهن التي من المفترض أن تكون سامية وإنسانية مثل الطب والتعليم، ناهيك عن حرب روسيا واوكرانيا واميركا والصين والاتحاد الأوربي، وزحف الدول للدول ومقت طائفة لطائفة أخرى وقومية لقومية وتكفير مذهب من قبل مذهب آخر،
في هذه اللحظة الأوكراني والروسي والأبيض والأسود وكل مقاطعات العالم تراقب المونديال من ملعب زهى حديد في قطر..
لا تقلق أيها العالم (المونديال يوحدنا)