أربيل 17°C الأربعاء 30 تشرين الأول 22:55

المسافة الذهبية ما بين رئيس العراق وزعيم الكورد

لا يجب أن ننكر أن الرئيس مسعود بارزاني هو من أخرج العراق مجدداً من عنق الزجاجة التي حُشر فيها بسبب سياسات التشتت، وأستدل على ذلك بالكلمات التي تحدثت بها جميع الفرق السياسية التي زارت أربيل قبل يومين من عقد الجلسة
کوردستان TV
100%

سعد الهموندي

فاز عبد اللطيف رشيد بمنصب رئاسة جمهورية العراق مُخرجاً بذلك عملية الانسداد السياسية من نفقها المظلم راسماً للعراق سياسة وعهداً جديداً.

لكن إذا عدنا للوراء عدة أيام قبل جلسة البرلمان تلك سنذكر أننا كنا أمام معادلة سياسية صعبة ومعقدة، ولا يجب أن ننكر الدور الكبير والرهيب الذي قدمه فخامة الزعيم مسعود بارزاني ليُخرج العملية السياسية من العقدة التي رسمتها بوادر الانسداد الأخيرة، ومن هنا لا يجب أن ننكر أن الرئيس مسعود بارزاني هو من أخرج العراق مجدداً من عنق الزجاجة التي حُشر فيها بسبب سياسات التشتت، وأستدل على ذلك بالكلمات التي تحدثت بها جميع الفرق السياسية التي زارت أربيل قبل يومين من عقد الجلسة وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

وهنا تأتي تهنئة الزعيم مسعود بارزاني في اتصال هاتفي مع الدكتور عبد اللطيف رشيد تهيئة لمرحلة جديدة ولمرحلة مهمة في مستقبل العراق، خاصة وأن السياسة الرئاسية السابقة حملت الكثير من الأخطاء والعثرات على رأسها فقدان سيادة العراق وهيبته أمام دول الجوار، خاصة وأن ضعف هذه السياسة كان أحد الأسباب في تعرض إقليم كوردستان لضغوطات وهجمات خارجية للضغط عليه في قبول شخصية على حساب شخصية أخرى.

فنجاح العراق في الخروج من نفق استمر لأكثر من عام بعد انتخابات لم تشكل بعدها حكومة ولا انتخب رئيس للجمهورية ثم الخروج برئيس لامع مثل عبد اللطيف رشيد هو نجاح ينعكس إيجاباً على دور أربيل في حماية بغداد من مستنقعات التشتت، بالمقابل أرى أن بغداد ستبدأ اليوم الاتجاه نحو الاستقرار، لكن هذا الاستقرار سيكون مرتبطاً بتشكيل الحكومة وطبيعتها وما تقدمه من نجاحات أو إخفاقات.

وهنا أود أن أوضحن نقطة في غاية الأهمية وأتمنى أن تُفهم في سياقها السياسي الصحيح، وهي ذات شقين، الشق الأول أن منصب رئيس الجمهورية ليس تشريفياً فقط بل هناك الكثير من المهام الحساسة التي يمتلكها هذا المنصب لكنها تتعلق بقوة شخصية الرئيس ومكانته في فرض نفسه ضمن المجتمع السياسي الداخلي، والشق الثاني والذي لا يقل أهمية عن الشق الأول وهو أن قوة رئيس العراق أو ضعفه مرتبطة بالمسافة بينه وبين الزعيم مسعود بارزاني، وهنا قد يظن البعض أنني أبالغ بعض الشيء، لكنها الحقيقة التي يجب أن نراها، فكلما كان رئيس الجمهورية والذي كما هو معروف وفق العرف المحاصصاتي أن منصب الرئيس هو للمكون الكوردي، كلما كان هذا الشخص يقف مع أربيل ومع مبدأ دعم هذا المكون الذي يمثله في عالم السياسة العراقية ضمن مسافة قريبة وذهبية، كلما نجح في إثبات ذاته وشخصيته ونجح في تمثيل هذا الكرسي أفضل تمثيل، والعكس صحيح، كلما وقف شخص الرئيس بعيداً عن أربيل وبعيداً عن تطلعات الشعب الكوردي وبعيداً عن الحزب الديمقراطي وبعيداً عن إحقاق الحق، ويتحول إلى أجندة لتنفيذ مصالح الغير الخارجية كلما وهن وضعف، ونهايته لن تكون سوى أن يخرج من قبة البرلمان جاراً خلف ذيول الخيبة.

وفي النهاية أتمنى على الرئيس عبد اللطيف رشيد أن يمثل الوجه الصحيح والحقيقي لبلد بحجم العراق وأن يقف ضمن المسافة الذهبية الصحيحة مع إقليم كوردستان ومع أربيل وأن يبقى قريباً من الزعيم مسعود بارزاني ليبقى ضمن دائرة الدعم الحقيقي، وعندها ستعود هيبة العراق وتعود القوة لهذا المنصب وسيشكل العراق برئاساته الثلاث وعاصمته بغداد وعاصمة الإقليم أربيل مركزاً يشع بالقوة والعمران والانفتاح، والذي في نهاية المطاف سينعكس إيجاباً على جميع مكونات الشعب العراقي الواحد من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله.

كوردستان
هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات