يونس حمد- أوسلو
في صبيحة 31 تموز 1983 شن النظام العراقي هجوماً واسعاً على مناطق وبلدات قوشتبة وحرير وبحركة في مدينة أربيل. وكان الهدف من الهجوم تهجير عوائل البارزانيين من تلك المناطق ونقلهم إلى مناطق صحراوية في جنوب العراق و من بعدها دفنهم أحياء في صحراء عرعر سيئة الصيت . يعتبر هذا العملية من أبشع العمليات الابادة الجماعية في عصرنا الحديث بعد الحرب العالمية الثانية.
ولأن الهجوم الوحشي للنظام العراقي على المدنيين بينما كان الشعب الكوردي يعيش في وضع صعب، فقد تعمد نظام بغداد مهاجمة البارزانيين ، لأنهم فهموا أن اسم البارزاني اسم مقدس بالنسبة للكورد .
في ذلك الصباح ، وضعوا أكثر من 8000 بارزاني في عربات عسكرية ثم نقلوهم إلى صحراء جنوب العراق
كان هذا ثاني عمل لما يسمى بالأنفال في تلك الفترة، بعد استهداف الكورد الفيليين في ربيع عام 1980 بعد قتل بعضهم ونقل الاخرين إلى الحدود الإيرانية دون أموال أو ممتلكات.
ورغم أن النظام العراقي ارتكب أبشع مجزرة بحق الشعب الكوردي ، إلا أن العالم التزم الصمت حيال هذا العمل الشنيع ، الذي كان حينها على علم بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات العسكرية على اختلاف أنواعها بحق البارزانيين.
وشن الجيش والقوات العراقية بعد ذلك المزيد من الهجمات على الشعب الكوردي في كافة المناطق الكوردية
ونُفذوا بحق المدنيين في محاولة للقضاء على شعب وابادتهم، سواء بقتلهم ودفنهم أحياء أو إبعادهم عن مدنهم.
وللأسف لا تزال بغداد تتخذ خطوات ضد الشعب الكوردي في كل مرة بحجة تكثيف جهودها للضغط عليه.
بالإضافة إلى ذلك، نفذت بشكل متكرر هجمات مسلحة واسعة النطاق على إقليم كوردستان، لا سيما في هجمات 16 أكتوبر/ تشرين الأول، التي ارتكبت عدة جرائم ضد الإنسانية في المناطق الكوردية خارج حكومة إقليم كوردستان.
والضغط مستمر سواء بالتهديدات العسكرية أو بقطع سبل العيش وعدم دفع ميزانية كوردستان.
وهذا يثبت منذ تاريخ قيام الدولة العراقية في أوائل العشرينيات وحتى الآن يظهر أن العراق سيستمر في أزمة ومشاكل حتى تتبع ديمقراطية حقيقية وهذا أصبح شبه مستحيل بسبب ممارسات الأنظمة في بغداد.
ما حدث البارزانيين في ذلك العام سيبقى بذاكرة الكورد ،بدون شك النظام العراقي يواجه مسؤولية أخلاقية أمام العدالة لان تلك العملية شنيعة بكل مقياس الإبادة الجماعية من قبل سلطة ضد شعب أعزل، وأن التاريخ سيدين نظام بغداد إلى الأبد.