في آخر تقرير له أقر "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" وهو أول مؤسسة فكرية لعموم أوربا يهتم بإجراء البحوث وتعزيز المباحثات المطلعة على المستوى الاوربي ، أقر هذا المجلس، بأن العراق بلد يعاني باستمرار من أزمات بنيوية تهدد وجوده الهش كدولة لافتا الى ان دولا اوربية كـ بريطانيا وفرنسا عرابتي "سايكس بيكو"سبق لها وأن انقذت العراق من عدة أزمات حقيقية هددت وجوده كدولة حضارية،
أشار التقرير الى مرحلتي مقاطعة المكون السني للعملية السياسية في مرحلة مابعد 2003، واستفتاء استقلال إقليم كوردستان، وحربين طائفيتين، لافتا الى ان النظام السياسي في العراق نجا، من هذه "التهديدات الوجودية"، لافتا الى أنه يواجه حاليا وضع عدم استقرار جديد يتمثل في تقاتل القيادات الشيعية البارزة من أجل الهيمنة على السلطة أو بالأحرى التحرر من هيمنة الدول الإقليمية....
واعتبر التقرير ان صناع السياسة الأوروبيين عليهم ان يدركوا خلال تعاملهم مع العراق، انه مع تراجع الاقتتال الطائفي، فان المعارك داخل الطوائف صعدت الى مركز الصدارة بحيث تهدد ماتبقى من الديمقراطية الهشة ، موضحا انه لأول مرة تحالف التيار الصدري الفائز بـ 73 مقعدا نيابيا مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتحالف السيادة السني يكونون الأغلبية البرلمانية إلا أنهم لايستطيعون تشكيل الحكومة، لافتقارهم الى اغلبية الثلثين المطلوبة لانتخاب رئيس الجمهورية بحسب تفسير قضائي...
وفيما يخص انسحاب التيار الصدري من البرلمان لكن التقرير أشار الى امكانية استفادة الصدر من الوضع الحالي حيث ان البرلمان في عطلة والنواب الجدد لم يؤدوا اليمين بديلا عن النواب الصدريين الذين استقالوا، موضحا ان هذا الوضع قد يجبر خصومه على تقديم المزيد من التنازلات ويوافقوا على خياره لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، وذلك بهدف إبقاء الصدر داخل النظام، حيث ان الزعيم الصدري اذا كان خارج النظام، بإمكانه ان يمثل "خطرا على الدولة، سواء من خلال نزع الشرعية عن النظام السياسي او حشد المتظاهرين
وبالاضافة الى ذلك، فان الصدر، من خلال استقالة نوابه في العطلة البرلمانية، بمقدوره ان يحمي نفسه من التظاهرات التي قد تندلع خلال شهور الصيف بسبب سوء خدمات الكهرباء والمياه، وهو بذلك يظهر عدم رضاه عن الطبقة السياسية، لا بل انه قد يستخدم هذه الاحتجاجات الشعبية للضغط على خصومه السياسيين
وختم التقرير بالقول ان صناع السياسة الاوروبية عند دراستهم للوضع السياسي في العراق، فانهم يحتاجون ان يدركوا ان تحولا مهما قد حصل، وان الاقتتال السياسي الشيعي قد خلق شكلا جديدا من أشكال الازمة التي تثبت مدى هشاشة الدولة العراقية الأمر الذي يستوجب على الاوربيين إعادة النظر في سياساتهم
وخلص التقرير الى القول ان "النظام السياسي في العراق ربما تمكن من الصمود امام الكثير من التحديات التي واجهته منذ العام 2003، الا ان الاستياء العام الحالي، اذا تمظهر من خلال الاحتجاج الموجه نحو الثورة (وليس الاحتجاج الاصلاحي)، فانه قد يخلق ازمة وجودية جديدة .
فـ أي بلد هذا الذي يعاني باستمرار من أزمات بنيوية تهدد وجوده القلق؟
الم يحن الوقت لإتاحة الفرصة لمكونات العراق التمتع بالحد الأدنى من الحرية أو الإنعتاق من الرابط الذي ربطهم بهذه الدولة المصطنعة الأمر الذي يضمن بعض حقوقهم في خيرات بلدهم