حسن سنجاري
على مدى أربع سنوات خلت والدورة النيابية الثالثة شهدت خلق الأزمات بحجج واهية في تنافس غير مسبوق بين الصوت النشاز في البرلمان العراقي ضد الشعب الكوردي وحقوقه المشروعة ضمن الدستور الذي صوت عليه غالبية العراقيين , وأصبح شغلهم الشاغل إثارة الفتن ودعمها من قبل الأبواق المأجورة , تطبيقاً لمبدأ معاداة الكورد يزيد من شعبيتك بين المواطنين ويضمن مقعدك في البرلمان القادم , لكن مع الأسف نتائج الإنتخابات أظهرت خلاف ما خططوا له ولم يحصدوا من أصوات الناخبين ما يؤهلهم لحجز مقعد في البرلمان للدورة الرابعة , وطاحت بعروش الفتنة غير مأسوف عليهم والى مزابل التأريخ لما اقترفته ألسنتهم السليطة متناسين أن الشعب مصدر السلطات , ومصيرهم مرهون بالأصابع البنفسجية وإرادة الناخبين التي أعلنت الثورة على الفاسدين في يوم إسودت فيه وجوه وإبيضت وجوه .
لنعود الى التأريخ القريب والأحداث التي رافقت إجراء الاستفتاء الشعبي في إقليم كوردستان في الخامس والعشرين من أيلول المنصرم وما كان يؤديه هؤلاء الإنتهازيين والشوفينيين من دور خبيث لمحاولة هيكلة الإقليم وإمكانية إسكات الأصوات الكوردية الشريفة وتكميم أفواههم كونها تدافع عن حقوق الكورد , حيث تكالبت القوى الشوفينية وإتحدت خلال سويعات في سابقة خطيرة بعد عداء مرير من أجل فرض الحصار الإقتصادي وطمس الهوية الكوردية وكسر إرادة شعبه وغلق المطارات والمنافذ الحدودية ومعاقبة شعب طالب بحقوقه المشروعة كأي شعب من شعوب العالم الثالث والذي عانى من ظلم الدكتاتورية وناضل من أجل التحرر والإستقلال من خلال القنوات القانونية وتطبيق بنود الدستور العراقي .
أين أنتم الآن يا من كنتم تغردون خارج السرب بعد ظهور النتائج الإنتخابية ؟ حيث لم يبق لكم في البرلمان الاّ صوركم وذكرياتكم الدنيئة , وأقترح وضع يافطة بدلاً من مقاعدهم الخالية تقول ( بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا ) , وستغادرون ولسان حالكم يقول كما قال المثل الشعبي ( غراب يكول لغراب وجهك أسود ) , وهكذا إخرسّت ألسنتهم وألقموهم حجارة بعد أن فاز رجال الإستفتاء بحصولهم على أعلى عدد من الأصوات , وتحديداً الحزب الديمقراطي الكوردستاني بحصوله على أكثر من (860) ألف صوت , لا يضاهيه فيه أي حزب آخر خاض الإنتخابات بمفرده , هكذا فازالزعماء الكورد لعمق علاقتهم التأريخية ومدهم جسورالثقة مع شعبهم وكونهم حجرالزاوية في تأسيس الدولة العراقية على مر السنوات التي جرت فيها الإنتخابات , وبدون الكورد لا يمكن تشكيل الحكومة العراقية وأخص بالذكر دور شخص الرئيس مسعود البارزاني الذي كان له اليد الطولى في هذا المجال .
ولا ننسى الدور القيادي للسيد نيجيرفان البارزاني رجل المرحلة الحالية ومن أبرز رجال الدولة العراقية لحنكته ودهائه السياسي في إعادة كوردستان الى سابق عهده قبل أحداث السادس عشر من أكتوبر المنصرم , بعد أن إنتصرت إرادة الكورد على كل الذين وقفوا ضد تطلعاته وكانوا حجر عثرة في طريقهم وعملوا على معاداتهم في السنوات الماضية , كما إنتصروا في ساحات النزال في ثورتي أيلول المباركة وكولان التقدمية ودحرهم لعصابات داعش الإرهابية والى هزيمة الشوفينيين والإنتهازيين من أصحاب الأصوات الناشزة في البرلمان العراقي .
حسن سنجاري