أربيل 9°C السبت 23 تشرين الثاني 01:38

صراع الأيدولوجيات قبل الإنتخابات

زاد من المعاناة التي ذاقها العراقيين على مضض
حسن سنجاري
100%

حسن سنجاري
بعد الخلاص من الحكم الأوحد والنظام الشمولي وما عاناه العراقيون , على يد جلاوزة حزب البعث المقبور , وإنتقال العراق الى فضاء رحب من النظام الديمقراطي , مما ساعد على تبلور غالبية الآيدولوجيات السياسية ونموها , حيث ظهرت العديد من الأحزاب والكتل التي تنادي بالإصلاح والتغيير لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين من خلال برامجها ونظرتها السياسية للواقع العراقي , وإنقاذ البلد من بؤرة الفساد التي طمرت فيها , نتيجة لتراكم السياسات الخاطئة التي قادته الى ما هو عليه الآن , من سوء إدارة و فساد مستشري وفقدان الأمن والأمان وإنتشار المافيات، مما زاد من المعاناة التي ذاقها العراقيين على مضض لسنوات خلت .
في عام 2005 تم إجراء أول إنتخابات نيابية بعد ثلاث عقود من الزمن ، وتشكلت أول كابينة وزارية , حسبما أفرزتها نتائج الإنتخابات النيابية، وكان لابد من الإستعانة بجميع مكونات الشعب العراقي للمشاركة في الحكومة الجديدة، إيذاناً لتشكيل حكومة المحاصصة والتوافق والشراكة السياسية , لكن بعد ظهور الإسلام السياسي , أثار حفيظة الأحزاب العلمانية المتخفية بلباس المدنية، الذين ينادون بدولة مدنية بعيدة عن مفهوم عسكرة المجتمع والعيش بحرية دون قيود، مما جعلها محط جدل بين الأوساط الدينية , وتحميل الإسلام السياسي مسؤولية ما آلت اليه أوضاع العراق من سوء الى أسوء , كون الأغلبية من طائفة واحدة،  ويقودون البلد منذ سنوات وما أسموها بالاغلبية الطائفية،  بالرغم من وجود ممثلين من بقية المكونات والكتل السياسية .
ونشهد حاليا وضمن فترة الحملة الإنتخابية سجالات محتدمة بين الآيدولوجيات من ممثليها المشاركين في الإنتخابات النيابية، كل يحمل الآخر مسؤولية تردي الأوضاع , بعد فشل مشروع الإسلام السياسي منذ خمسة عشر عاما من الحكم حسب قناعة الأحزاب المدنية , وتنامي سياسة التسقيط السياسي لكسب أكبر عدد من اصوات الناخبين .
فهل كتب على العراق أن يحكم من قبل طائفة واحدة نتيجة أغلبيتها السكانية , كما حكم من قبل جلاوزة النظام البائد لاكثر من خمس وثلاثين عاماً , وتهميش الآخرين أو عدم الإعتراف بالتوافق والشراكة السياسية الحقيقية بالرغم من توقيع وثيقة شرف بين جميع الكتل والتحالفات المشاركة في الإنتخابات النيابية 2018 .
فهناك مخاوف كبيرة لدى غالبية الكتل والأحزاب المعارضة لمفهوم الأغلبية السياسية من وقوع العراق بين فكي كماشة من الشد والجذب بين الأطراف الفائزة في الإنتخابات المقبلة , وعدم إمكانية الحصول على الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة العراقية وتسمية رئيس الحكومة الجديد , بعد إنزواء بقية الكتل غير الفائزة تحت يافطة المعارضة السياسية ليبدأ صراع الآيدولوجيات العقيم الذي لايصب في خانة خدمة المواطن العراقي .
فالى أين ستتجه البوصلة السياسية؟ وكيف سيكون شكل نظام الحكم المقبل؟ وما سيؤول اليه مستقبل العراق بعد الإنتخابات ؟
يقول المثل الشعبي ( بين حانة ومانة ضاعت لحانة ).

حسن سنجاري

 

كوردستان
هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات