واضح انه و منذ بداية عام 2014 و بغداد تحاول حجب دور الاقليم و تعمل على و تضيقه وبالتالي انهائه كفدرالية داخل العراق و مع الاسف هناك احزاب تتدعي الكوردستانية باركت هذه السياسة و ساعدت بغداد على ذلك و لازالت مستمرة و بغداد شددت خناقها على اربيل خاصة بعد ان اقدم كوردستان على اجراء الاستفتاء و تم اجرائه فعلا في 25-9-2017 و قرر الشعب الكوردستاني انه يريد الاستقلال و عدم الاستمرار مع العراق و هنا و بعد احداث 16 اكتوبر و خيانة بعض الاطراف الكوردية و تواطئهم مع الحشد و تسليمهم كركوك و مناطق اخرى اليهم من دون قتال تعاملت الحكومة العراقية مع الاقليم و كأنه سجن و قطع عليه كل سبل الاتصال و فرضت عليه الخناق من كل الجهات واصدرت الكثير من القرارات المجحفة بحق الشعب الكوردي لكن كل محاولاتها بائت بالفشل خاصة بعد زيارة رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني الى باريس و من ثم برلين و استقباله كرئيس و كممثل عن الشعب الكوردي والان كل المؤشرات تؤكد ان بغداد ستتحول الى ساحة صراع كبيرة بين الساسة من جهة و بين الاجندات التي اوصلت العراق الى هذه المرحلة من جهة اخرى .
عندما زارة رئيس حكومة اقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني بغداد في 20-1-2018 و بعدها زارة طهران وبعدها ذهب ليشترك في مؤتمر دافوس في سويسرا و من ثم المشاركة المثالية في مؤتمر ميونخ بوفد رفيع المستوى وسلسلة اجتماعاتهم مع عدة قادة و وزراء دول و خاصة اجتماعاته مع حيدر العبادي رئيس وزراء العراقي حينها كسر الكثير من القيود التي فرضتها بغداد على اربيل و اجبرتها على الدخول في مفاوضات دون ان تقدم الاقليم على تنفيذ اي شرط من شروط العبادي التعجيزية و خاصة مايتعلق بنتائج الاستفتاء .
مماطلة العبادي و كذبه المستمر سواءا تجاه الاقليم بخصوص المطارات و الرواتب وكذبه مع السنة و الاطراف السياسية الاخرى و عدم الاخذ بالاهمية دعوة اغلب الدول بغداد الى الدخول في مفاوضات جادة لحل المشاكل ورفع الحصار عن الاقليم و استمراره في سياسة قتل الوقت و خلق الفوضى رغم استعداد الاقليم لكل السبل و الوسائل لحل المشاكل. كلها ادت الى ان تدخل المجتمع الدولي و بمؤسساته على الخط مباشرة و فرضت على بغداد شروط كبيرة لمساعدتها مقابل حل المشاكل مع كوردستان كصندوق النقد الدولي و البنك الدولي و ضغطت على بغداد بالابتعاد عن السياسة الطائيفية و العنصرية التي تتبناها تجاه الكورد و اخرها رفضها لقانون الموازنة لعام 2018 للعراق كلها اجبرت حكومة بغداد على تقدم على خطوات لتجنب العقوبات الدولية و اولها كانت الغاء القرارات المتعلقة بالمصارف العاملة داخل الاقليم و اخرها رفع الحظر عن المطارات و قراردفع رواتب قسم من موظفي الاقليم و هذا كان كسر اخر لقيود العراق المفروضة على كوردستان و نتائج للدبلوماسية التي يتبناها حكومة الاقليم .
يرى السيد نيجيرفان البارزاني ان الحرب هو دمار لكل الاطراف وحاول جاهدا فرض ضغوط على بغداد و اقناعها بضرورة اجراء المفاوضات و تجنب الصراع المسلح و الاختناق السياسي و القومي و الطائفي الحاصل بين الطرفين و لكن بغداد كانت غير جادة على البدء بها و تراهن على ان نتائج الحصار ظنا منها ان الازمات ستخلق الفوضى داخل الاقليم و ستجبر حكومة الاقليم على قبول شروط بغداد و هي ستفرض سيطرتها على كامل الاقليم لاول مرة منذ عام 1992 ولكن لم تعلم ان اقليم كوردستان ليس ضعيفا لهذه الدرجة لتقوم بغداد وبكل ازماتها بالسيطرة عليه .
زيارة وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون ديرلاين و بعدها زيارة وزير خارجية فرنسا لودريان الى اربيل و مشاركة وفد كوردستان بشكل منفصل عن وفد العراق في مؤتمر الكويت للدول المانحة لاعادة اعمار العراق كانت بمثابة ضربة قاسمة لبغداد و كسر القيود الدبلوماسية المفروضة على الاقليم و رسالة واضحة لبغداد وللدول الاقليمية ان الشعب الكوردي ليس لوحده و ان سياسات بغداد و بعض الدول الاقليمية تجاه الكورد مرفوضة و ان ماجرى في كركوك و مايجري في عفرين اظهرت للمجتمع الدولي مدى الظلم الذي يتعرض عليه الشعب الكوردي في هذه المنطقة و بالاخير ستنقلب الاوضاع ضد هذه الدول و ستدخل المنطقة مرحلة جديد تماما وفي النهاية ستقسم .
يبدوا ان صراع الانتخابت في العراق التي تؤكد اغلب الجهات باستحالة اجرائها في ظل الازمات الخانقة التي يمر بها بغداد و تعنتها و رفضها المستمر لكل المبادارات الداخلية و الاقليمية و الدولية بضرورة اجراء المفاوضات وفق الدستور لحل المشاكل وضعت العبادي في زاوية ضيقة جدا و اعطته هذه الدول الانذار الاخير اما ان تدخل في مفاوضات مع الاقليم و البدء بحل المشاكل او انها ستعترف بنتائج الاستفتاء و تفرضه على بغداد كحل للمشاكل و حقن الدماء و هذا مااجبرت العبادي على اتخاذ هذه الخطوات كبادرة لحل المشاكل . ولكن كل المؤشرات تؤكد انه بعد اعتراف امريكا بالقدس كعاصمة اسرائيل و موقفها من الحرب الدائرة في عفرين و دخول الاستراتيجية الجديدة لامريكا حيز التنفيذ في المنطقة و تغيير وزير الخارجية تيلرسون و تكليف مايك بومبيو باستلام الوزارة ان المنطقة مقبلة على صراعات و تقسيمات كبيرة و التي لابد للقيادة الكوردية الاستعداد لها بكل الطرق و الوسائل لفرض وجوده على الواقع الجديد في الشرق الاوسط و هذا مايفعله رئيس حكومة الاقليم من كسر القيود في الوقت الحالي للاستعداد لتلك المرحلة .