كما هو معلوم للشخص الدبلوماسي دور مهم في توطيد العلاقة بين بلده ومحيطه والبلد الموفد اليها، ويختلف اداء الشخص عن غيره في حسن الاداء والفطنة وتيسير الامور بكل حنكة وهدوء ومسيطرا على افعاله، اذن نستطيع القول انه وبعد اجراء الاستفتاء في اقليم كوردستان واحداث 16 من تشرين الاول واستقواء بغداد بالدول المجاورة وعلى الرغم من محاصرة اربيل مسبقا وقطع ميزانيته ورواتب موظفيه منذ 2014 الا ان بغداد فرضت حصارا جديدا جائرا على الاقليم بغلق المطارات والمنافذ الحدودية لخنقه والاستمرار في سياسية تجويع الشعب، وخلق الازمات وغلق باب الحوار واعادة سياسة التعريب من جديد الى الواجهة في كركوك والمناطق المشمولة بالمادة 140 ووضع شروط تعجيزية امام الحوار وتأجيج الشارع الكوردستاني والتحريض لخلق الفوضى وبالتالي السيطرة والاستحواذ على زمام الامور في كوردستان الامر الذي صعب تحقيقه بسبب دبلوماسية رئيس حكومة كوردستان نيجرفان بارزاني استطاع تهدئة الاوضاع داخليا و كسر الحصار الذي فرضته بغداد وكسب الدعم والتأييد الدولي لقضية شعبه وان تطالب الدول العالمية بغداد بالالتزام بالدستور العراقي وتنفيذه وان الضغوط الخارجية اخذت تعمل فعلها بالاخص من قبل المانيا وفرنسا وزيارته الاخيرة للفاتيكان حيث اكد بارزاني مرارا وتكرارا ان اقليم كوردستان يلتزم بالدستور بشرط ان تحترم بغداد مواده وعدم المماطلة بتنفيذه، حيث تحرك بشكل دبلوماسي ناجح وقام بجولات وزيارات للعواصم العالمية وسجل نجاحا باهرا للدبلوماسية الكوردستانية
وبما ان لاقليم كوردستان موقعا مهما ودورا فاعلا ومؤثرا في محاربة الارهاب وبالاخص دور الرئيس مسعود بارزاني واشرافه ومحاربته لاكبر تنظيم ارهابي في العالم اذن عندما دعا الرئيس بارزاني رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني لادارة الازمة اختار الشخص المناسب لادارة الازمات بدبلوماسية وكما هو معلوم دبلوماسية الازمات هي بديل الحرب ومخرج للتوتر الحاصل بين طرفي نزاع، اذن دبلوماسيته الناجحة احبطت محاولات الاشخاص والاطراف التي حاولت النيل من تجربة كوردستان الناجحة والمثمرة على كافة الصعد خلال السنوات الماضية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا وهذه هي الاسباب التي ادت الى محاربة الاقليم من قبل بغداد والدول الاقليمية لذلك قام بالوساطات النشطة لحل الخلافات مع بغداد بالطرق السلمية والعمل على تعزيز السلم والاستقرار في البلاد وعمل على تغييرمسار الخلاف الى الحل اذن انه يصنع الاحداث لاينتظرها وها هو يتواصل لكسب الدعم والتأييد بجولاته الدبلوماسية بمهارة لتحقيق الاهداف وبخطط مدروسة للعمل على حلحلة الازمة خدمة لشعبه ومصلحة الجميع وان الازمة بين اربيل وبغداد لابد ان يتم حلحلتها بالحوار والطرق السلمية لان هذه الازمة اكبر من ان تكون ازمة محلية بسبب دور الاقليم وموقعه الجغرافي الهام ودوره الرئيسي في محاربة الارهاب اذن على الساسة العراقيين ومن سيتسلم رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة في العراق يجب ان يستفاد من اخطاء الماضي والحاضر لا ان يستمر في محاربة شعب كوردستان من خلال بث روح الانتقام والكراهية بين ابناء العراق على اسس دينية مذهبية وقومية وسياسية وان ينفذ مواد الدستور بالاخص في المناطق المشمولة بالمادة 140 حيث بذل قادة كوردستان بعد 2003 جهودا حثيثة في مساعدة العراق للنهوض ومواجهة التحديات شعب كوردستان وقيادته الحكيمة تصرفت بعناية فائقة لاننا شعب نعشق الحرية ونرفض العبودية لكننا في الوقت نفسه نرغب بتطبيق مبدا المواطنة الحقيقية، فدوام الحال محال وعملية تقزيم الاخرين ممارسة فاشلة غير مثمرة قد تنقلب على الفاعل والانفراد بالقرارات بحجة فرض القانون عن طريق ابادة الشعب وتجويعه هل يبنى العراق الموحد بقتل وتجويع الشعب وتقزيمه وخنقه وان يرفع شعارات الوحدة والشعب الواحد دون تحقيق شيء منها فكيف ان كان رافع شعار الوحدة لايؤمن به، هذه هي رسالة شعب كوردستان التي تم ايصالها للعالم اجمع بكل جرأة وحنكة ودبلوماسية من قبل نيجيرفان بارزاني وهمه الوحيد حماية اقليم كوردستان ومكتسباته وسيستمر بالاصلاحات لانها من اولويات الحكومة اذن بحق هو رجل يقود الازمات بدبلوماسية ولمع فيه نجمه بسبب نشاطه وجولاته وقضاء جل وقته لحلحلة الازمة بين اربيل وبغداد والعمل الدؤوب من خلال تصريحاته في المحافل الدولية لشرح موقف الاقليم والتزامه بالدستور العراقي لكن بغداد وللاسف هي التي لاتملك ذهنية الحل السياسي وعدم احترامها للدستور والقانون، اذن تتحرك الدبلوماسية الكوردستانية لشرح معاناة شعب كوردستان نتيجة استمرار الحصار من قبل بغداد، اذن العراق كله بحاجة الى سفراء وقادة دبلوماسيون يملكون شجاعة التأقلم والاندماج ويتمتعون بالوعي الدبلوماسي الوطني .