أربيل 7°C السبت 23 تشرين الثاني 06:36

للحوار لا للنار

کوردستان TV
100%

فاضل ميراني - سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني

لا نتيجة بلا سبب، السبب أولا والنتيجة او المؤثر يأتي لاحقا، و بغداد تعيش الان نتائج مطورة عن نتائج سابقة من احتقان دُمّل أسباب من الصراع على القرار، قرار يخص كل العراقيين وإن ترددت اسماء كيانات بذاتها في معسكري مواقف متباينين.

لازال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود البارزاني يكرر دعوته للتهدئة و الحوار و عدم استباق أي تهدئة بأدانة طرف او شخص حتى لا تولد المبادرات النقية التي تهدف لتفادي منزلق خطر، ميتة او ضعيفة، كذلك فأن جهود رئاسة اقليم كردستان ممثلة بالسيد نيچيرڤان البارزاني في ترجمة توجيهات البارزاني، لم و لن تدخر جهدا يضمن النجاح في خفض حرارة المواقف التي يتبادلها الأشقاء والتي تنطلق احيانا من عناصر تلصق نفسها بسلطات القرار الحزبي لطرف من الأطراف فتوشك ان تزيد النار او تبقها متقدة، و من يطالع التصريحات في وسائل النشر سينتبه من فوره لمعطيات تنبيء ان ثمة من يدفع للمواجهة عبر كيل التهم و الاستفزاز بالقدرة على الردع المتبادل بين خصماء انتخابات  2021المبكرة.

نحن في كردستان و في حزبنا الديمقراطي لانريد الا ان يفهم الجميع ان العراق مُتعَب جدا من فكر و نهج جربناه و جربته اجيال سابقة احترقت بمعارك داخلية و خارجية، افضت لمأسٍ كانت كفيلة بتحول كثيرين إسلاميين و ليبراليين إلى معارضين، و بموجب تاريخ معارضتهم و بجهود خارجية عسكرية زال نظام وجرى التحرك لنظام آخر هو الحالي، نظام يفترض انه يمقت العقلية التي صنعت عمليات الأنفال و التسفير والتهجير و الغاز الخانق و المحاكم الخاصة والاغتيالات و الغزو و إفناء ابناء الوطن و غرس ثمار حصدها جيل كامل بين الفقر و الجهل و احتمالات خسارة ضخمة من التأييد الأممي و الدولي للنظام السياسي القائم.

نجاح المبادرة

حتى قبل المبادرة الوطنية الكردستانية و حتى في خلال العمل على انبثاقها، فهناك من الامور والتوقعات التي لايصح ان تغيب عن بالنا حتى نعتقد بنجاحها(المبادرة) و ان نبعد كابوس مواجهة- إن وقعت لا سمح الله- فأن انقلابا في المعادلة سيجعلها اصعب من كل التوقعات.

من تلك الامور و التوقعات: التعويل على دفع الأطراف لمواجهة مثل مواجهة إيران و العراق في الثمانينات او الحرب اللبنانية لإنهاك القوى، ثم تقديم عراق آخر مثقل بمشاريع تصفوية منعدم القرار.

ايضا سيصار إلى الضغط على الجانب الرسمي للوقوف على مناشيء و امتدادات و تمويل و عقائد الأطراف التي قد يبدو انها لوحت او هي مستعدة لتلعب دورا رئيسا في التصعيد او المواجهة وربما يتوهم بعض الراغبين بذلك إمكانية الفوز انفرادا او بالشراكة مع طرف اخر ان المجتمع الدولي هو بنفس عقليته التي ادار بها أزمات دول في السابق، وان الحرب هي افضل السبل لإدامة السلطة، وهذا التصرف ان وقع فهو يعكس عقلية غير مدركة للمخاطر و غير ملمة بالسياسة العالمية.

اننا في كردستان غير مستعدين لمغامرة تحرق العقد الاجتماعي او تمس بمكتسبات امتنا، و لن نقبل أبداً الانخراط بمشروع حذرنا منه وأصر عليه من اصر فجعل الهويات الفرعية اصلية و أصيلة و ألغى مشروع المواطنة.

الأمن و التعليم و الكفاية لا الكفاف حقوق و ليست مِنحاََ للعراقيين ومنهم شعب كردستان.

لازالنا نديم التصور بوجود حكماء سيعملون على تفادي منطق المواجهة الذي نشاهده الان، ولازلنا نديم العمل لنكون عنصر تقوية للعراق مهما بذل طابور التخوين جهدا لحرق الأرض، كما و لا زلنا نديم العدة للدفاع عن حاضرنا و المستقبل.

كوردستان
هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات