صبحى ساله يى
في كوردستان، كما في العديد من بلدان العالم، لمنصب رئيس الحكومة أهمية خاصة، ودور محوري، ولكن رئيس الحكومة وحده لا يستطيع منفرداً أن يحقق ما يريده هو، أو ما يريده الشعب، مهمته تقتضي أن يقود ويوجه، وأن يدير المؤسسات طبقا لسلطاته القانونية، مع التركيز على الإصلاح الشامل، ومع ذلك فإن نجاحه يستدعي تعاون وعمل الجميع، لاسيما الفريق الوزاري الذي يرافقه، كما أن للانسجام والتعاون بين السلطات أهمية قصوى في عبور التحديات وتحقيق النجاحات.وخلال السنوات الماضية التي وصفت من قبل الكثيرين بالقاسية، قاد نيجيرفان بارزاني دفة سفينة الحكومة وإستطاع تجاوز الموجات العاتية، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب إجتماع حكومة الإقليم، يوم 27 كانون الثاني 2019، أعرب (نيجيرفان بارزاني) عن تفاؤله تجاه العلاقات العلاقات مع بغداد، ووضع الكثير من النقاط على الحروف، وحدد الأولويات السياسية والاقتصادية والتنموية والعدالة الاجتماعية، كما جدد تأكيده على ضرورة أخذ العبرة من الماضي من أجل حلحلة المشكلات بين أربيل وبغداد عبر التفاهم والحوار على أساس الدستور، وتحدث عن أولويات أخرى إقليمية ودولية، وعن الوجود العسكري الأمريكي في العراق لمساعدة القوات الأمنية في إطار مصلحة البلاد، وتحدث بصراحة متناهية عن المهمات الصعبة التي واجهت حكومته في السنوات الأربعة الماضية، والتي إنعكست بشكل واضح على حياة المواطنين الكوردستانيين، حكومة ربما تصبح بعد أسابيع، حكومة سابقة، بدأت عهدها، في ظروف صعبة ومعقدة، وجدول أعمال رئيسها كان أثقل من جداول حكومات الإقليم السابقة، واللاحقة أيضاً. رغم إنها جاءت في البداية بغالبية مريحة كادت أن تكون مطلقة في البرلمان، وسط دلالات ومؤشرات أكدت على أن ممثلي الشعب أرادوا رئيساً قوياً يقود حكومة قوية ذات قاعدة عريضة، تضمن إستمرار الاستقرار السياسي والإقتصادي والأمني في الإقليم.
الكوردستانيون بطبعهم ورغم كل المأساة والكوارث التي حلت بهم، متفاءلون. ومظاهر التفاؤل التي تسود الشارع الكوردستاني بعد الإعلان عن ترشيح مسرور بارزاني لتشكيل الحكومة الجديدة، وترشيح نيجيرفان بارزاني لرئاسة الإقليم، والتي تعتبر بمثابة تفويض شعبي، فإنها تعود الى الثقة الكبيرة بالدعم اللامتناهي للرئيس مسعود بارزاني للإثنين، وبقدرة السيدين مسرور ونيجيرفان على تحمل الأعباء الثقيلة، ورسم سياسات جديدة وخطط جدية وجذرية، لمواجهة المشكلات والتحديات الكثيرة، على رأسها الخطة السليمة التي تتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة بمقاييسها ومتطلباتها ومعاييرها والعزيمة القوية التي يمكن استثمارها في تحريك الأنشطة وقيادتها، وحسن الإدارة في ترتيب البيت الداخلي الكوردستاني وتسوية الخلافات الكوردية – الكوردية، والكوردستانية مع الحكومة الإتحادية والتوصل إلى حلول لجميع المشكلات من خلال النقاش الهادئ، والتفاهم على حدود دنيا وقصوى، وعلى أساليب عمل، والإستعداد لذلك بالفكر والتصور والتخطيط، وإقناع القادة السياسيين والحكوميين والنواب في كوردستان وبغداد لتسمية الاشياء بمسمياتها و كشف الحقائق بوقائعها، وفضح الذين يخرقون الدستور لمآرب قومية وطائفية وسياسية، والاستفادة من الأجواء الإيجابية الجديدة المختلفة عن سائر الأجواء السابقة، وبضرورات وعناصر ثابتة لا بد أن يضعوها في الاعتبار، أولها: أن الكورد ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، والتذكر بأننا لعبنا دورا أساسياً في مسارات التغيير التي حدثت وسنلعب كذلك في التي ستحدث لاحقاً. ويمكننا فتح صفحات جديدة ومختلفة في العلاقات من أجل ضمان الإستقرار وتحقيق مطالبنا الدستورية والقانونية المشروعة.